الحياة والوقت
الفشل في مكان ما في حياتك، يعني أنّك لا تقدّمين الوقت الكافي لنجاح هذا الأمر... نحن لسنا ضحايا الفشل.. بل إنّنا نساهم في نجاح بعضنا البعض.. وتذكّري، اختبار الوقت، الّذي بطبيعته أمر شخصيّ، وحقيقته أمران مختلفان..
أين تقضين وقتك.. هو أمر يحدّد مسار حياتك.. هل أنت من الأشخاص الّذين ينتبهون كيف يقضون وقتهم في حياتهم؟!؟!
ما لا ننتبه له هو أنّنا نقضي الوقت أحيانًا دون انتباه في أمر فعل أمر معيّن.. إنّما نظرتنا في أهميّة هذا الأمر بالتّحديد، قد تغيّر المعادلة... فمراقبتنا لكيفيّة قضاء وقتنا يجعلنا نرى الأمور من منظار مغاير... إن كنت تودّين مراقبة وقتك، وكيف يمرّ، اسألي نفسك هذ الأسئلة...
أين أقضي وقتي بمعظمه؟!؟! هل هذا كمّيّة الوقت الّذي يمضي في مكان أو مع أشخاص فعلًا يستحقّ؟!؟! لماذا لا أنتبه للوقت؟!؟! ما هي المشكلة الّتي تؤثّر سلبًا على هذا الموضوع؟!؟!
قبل الإجابة على هذه الأسئلة، فكّري قليلًا.. بعمق.. واكتشفي بنفسك... وكوني واعية على الوقت الّذي لديك وكيف تصرفينه...
عليك أوّلًا أن تدركي جيّدًا أين تقضين وقتك... كلّنا معرّضون إلى أن نهمل تحديد الوقت الّذي نقضيه في نشاطات مختلفة... ولكن سوف تصيبك المفاجأة حين تدوّنين، بدقّة، على ورقة كيف تقضين ساعات نهارك لعدّ أيّام متتالية أو لأسبوع.. سترين وقتك بوضوح... فالأرقام لا تكذب... ستجدين أنّ لديك الكثير من الوقت الضّائع خلال النّهار، إمّا بأمور غير مهمّة كتصفّح الإنترنت مثلًا، أو المكالمات الهاتفيّة الّتي لا تأتي بأيّ فائدة... سيفاجئك أيضًا إن فكّرت ماذا أثمرت في هذا الوقت؟!؟! الحقيقة هي أنّنا نمضي وقتنا بطريقة شخصيّة..
بالمرحلة الثّانية، اكتشفي همزة الوصل، أو همزة القطع، بين القيم الّتي تقيمين عليها وكيفيّة قضائك للوقت... هل المكان الّذي تقضين معظم وقتك فيه يناسب القيم الّتي لديك؟!؟! وماذا عن أهدافك في الحياة؟!؟! إذا ما كان المكان لا يناسب ما تصبين إليه، إذًا فأنت تستخدمين همزة القطع.. بين ما هو مهمّ لك وما تفعلين... لماذا؟!؟! لأنّ المعادلة بسيطة: إذا فشلت في أمر ما في حياتك، فالأرجح أنّك لم تعطه الوقت الكافي لنجاحه...
أمّا ثالثًا، حدّدي المسائل الشّخصيّة لديك والّتي تؤثّر مباشرة على مشكلة "ضياع" الوقت... كلّنا لدينا مسائل شخصيّة.. وهذه المسائل عادة تغذّي المشاكل في طريقنا... نحن لسنا "ضحايا"... لأنّنا، أنفسنا، نؤثّر مباشرة في نجاح أو فشل أمر ما... وهناك أسباب لاتّخاذ قرار ما.. لذا علينا أن نبحث في الأسباب.. ونفكّر في من يجرّنا لضياع الوقت... أو إن كانت تسبّب المسائل الشّخصيّة القلق؟!؟! ربّما القلق يجعلك تهربين لحلّ مشاكل أشخاص آخرين لتتجنّبي هذا الشّعور المزعج؟!؟!
لهذا عزيزتي... قومي بتحديد الأمور الّتي تهمّك وقِيَمك... فالقيم تشكّل وتحدّد من أنت ومن ستصبحين... هذا ينطبق على عائلتك، أصدقائك، وأيّ أمر آخر أنت ملتزمة به ويؤثّر عليك... حين تراقبين تصرّفات الآخرين عبر الوقت، تكتشفين أنّ قيمهم تظهر في تصرّفاتهم اليوميّة... ما ترين في حياتهم، هو عبارة عن مجموعة القيم والمبادىء الّتي لديهم...
حين تقيّمين كيفيّة قضائك للوقت، اسألي نفسك إن كان هذا يعكس قيمك ومبادءك.. مثلًا: صحّتك مهمّة جدًّا لك، فهل أنت تهتمّين بها كما ينبغي؟؟ بنظامك الغذائيّ؟؟ بالرّياضة البدنيّة؟؟ بساعات النّوم؟!؟! كم من الوقت تصرفين لتطبّقي مبدأ الإهتمام بصحّتك؟!؟! هل أنت تقضين هذا الوقت بالإهتمام بأمور أخرى لا علاقة لها بفائدة صحّتك؟!؟!
المبادىء هي أهمّ هياكل التّحديد الّتي نملكها... لا يهمّ ما نقول عن قيمنا.. لأنّ تصرّفاتنا ستعكسها في حياتنا.. أحيانًا تبيّن أنّنا عكس ما نعتقد.. وأنّنا نهتمّ لأمور مغايرة للأمور الّتي نظنّ أنّها مهمّة بالنّسبة إلينا... وهنا نقع في صراع...
والسّؤال يبقى، أين أنت من استثمار وقتك في الأمور المهمّة لك؟!؟! ولماذا؟!؟!
النجاح, القلق, القيم, الفشل, الوقت, إدارة الوقت
- عدد الزيارات: 743