Skip to main content

العطاء، بالكميَّة أم بالكيفيَّة؟

العطاء، بالكميَّة أم بالكيفيَّة؟

يؤكِّد العلماء بأنَّ العطاء يمنحنا شعوراً إيجابياً ينعكس على تركيبنا البيولوجي، إذ يعمل على تنشيط مناطق في الدماغ ترتبط بالشعور بالمتعة، ... 

أعجبتني مقولة تقول: إذا أردْتَ أن تسعَدَ لساعة واحدة خُذْ قيلولة، وإذا أردتَ أن تسعد ليوم كامل إذهب لإصطياد السمك، وإذا أردتَ أن تسعد لسنة إحصل على ثروة، لكن إن أردت أن تسعد مدى الحياة فاخترْ أن تساعدَ أحداً، فالسعادة تكمن في مساعدة الآخرين!! 

يقول تشيرشل، "نحن نكسب العيش عن طريق ما نُحَصِّل، لكننا نصنع الحياة عن طريق ما نعطي…" 

ومن الأقوال المأثورة التي تربَّينا على سماعها، "العطاء خيرٌ من الأخذ…" 

والكتاب المقدَّس يقول أيضاً، "مَغْبوطٌ هو العَطاءُ أكثَرُ مِنَ الأَخْذِ…" 

وتؤكِّد الدراسات بأنَّ العطاء هو طريق قوي للتنمية الذاتيَّة والسعادة الدائمة، وهو ليس سرُّ السعادة فقط، لكنه سرُّ الحياة الأكثر صحة، والأكثر ثراء، والأكثر إنتاجيَّة، والأكثر معنى… 

ويؤكِّد العلماء بأنَّ العطاء يمنحنا شعوراً إيجابياً ينعكس على تركيبنا البيولوجي، إذ يعمل على تنشيط مناطق في الدماغ ترتبط بالشعور بالمتعة، والترابط الإجتماعي والثقة، وتعمل على خلق تأثير لامع ودافىء… 

والعطاء فضيلة إنسانية وضعها الله في قلوبنا، وهو يحثُّنا على ممارستها بأوجهها المتعددة، إن من الناحية المادية أو المعنوية أو الروحية… 

ولكي نمارس هذه الفضيلة على أكمل وجه، نحتاج إلى تدريب ذاتي لكي يكون هذا العطاء نافعاً ومباركاً… 

فالمُعطي عليه أن يمارس هذه الفضيلة بكل سرور، إذ أنَّ المُعطي المسرور يحبه الله… 

ومن المفضل أن يكون العطاء سخِيّاً، وأن نعطي أفضل ما عندنا وليس العكس… 

كذلك من المفضل إن يكون العطاء  في الخفاء وليس أمام الجميع، فلا نتباهى بما أعطيناه كي لا نجرح شعور وكرامة الآخر … وكما يقول الكتاب المقدَّس: 

"وأمّا أنتَ فَمَتى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلا تُعَرِّفْ شِمالَكَ ما تَفْعَلُ يَمِينُكَ." أي يجب إخفاء الأمر وكتمان السِرّ وعدم التباهي بما فعلناه… 

لكن قيمة هذا العطاء لا تكمن في الكميَّة التي نعطيها لكن القيمة تكمن في كيفيَّة العطاء،  

والسؤال الأهم هو ليس "ماذا نُعطي” لكن .....“كيف نعطي؟"  

هذه القصة الصغيرة توضح لنا هذا الموضوع وهي مأخوذة من إنجيل مرقس : 

"وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجاهَ الخِزانَةِ، وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقي الجَمْعُ نُحاساً في الخِزانَةِ. وكانَ أَغْنِياءُ كَثيرونَ يُلْقُونَ كَثيراً. فَجاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ، قِيمَتُهُما رُبْعٌ. فَدَعا تَلاميذَهُ وقالَ لَهُم، أَلْحَقَّ أَقولُ لَكُمْ، إنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوا في الْخِزانَةِ، لِأنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوا. وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إعْوازِها أَلْقَتْ كُلَّ ما عِنْدَها، كُلَّ معيشتها." 

وهكذا فإنَّ الدافِع والمُحرِّك والطاقة للعطاء هم الأكثر تقديراً في نظر الله. 

كما أنَّ طريقة العطاء هي أفضل وأثمن من الذي نعطيه… فلنحرص على كيفية العطاء قبل أن نحرص على كمية هذا العطاء!! 

نادرون هم أولئك الذين يكون العطاء متعتهم الخاصَّة!! 

السعادة, العطاء, الفرح, السرور, الفضيلة, السعادة في الحياة, الشعور بالسعادة

  • عدد الزيارات: 867