Skip to main content
ثمن الأخطاء والنّوايا

ثمن الأخطاء والنّوايا

إن أخطأنا... نلنا العقاب... هل من الممكن أن نتجنّب دفع ثمن أخطائنا؟!؟! هل نحن نخطىء عن نيّة وقصد؟!؟! أم أنّنا لا ندرك ما نفعل؟!؟!

قيل لي... "إن أخطأت بسبب الجهل وعدم الإدراك.. فإنّ الله يسامحك...

ولكن... إن كنت تعرفين ما تفعلين... وأنّه خطأ... ورغم ذلك استمرّيت بفعله.. بإرادتك.. وعنادك... فخظًّا سعيدًا... لأنّك ستدفعين ثمن الخطأ الّذي تقومين به.. وثمن نواياك..."

وقيل لي أيضًا... "يمكنك دائمًا أن تعودي عن مسيرك وتصحّحي طريقك... "

في المسيحيّة، يمكننا أن ننال غفران الله في اليوم الّذي فيه نموت... إن قمنا بالإعتراف والتّوبة... هذا إن كنّا نعرف اليوم الّذي نموت فيه!!! ولكن... بين اقتراف الخطأ ويوم موتنا... فترة زمنيّة، لا نعرفها... فماذا نفعل في هذه الفترة؟!؟!

هل نقضيها بالمعاناة والشّعور بالذّنب؟!؟! أم أنّنا نقضيها بجلد ذاتنا كعقوبة مبرمة؟!؟!

أو أنّنا لا نشعر بوخز الضّمير بسبب قرارنا في ما فعلنا.. ونعيش على ما يرام.. بينما نؤذي الآخرين بتصرّفاتنا؟!؟!

إذا كانت حالنا على ما يرام، من المرجّح أن نمتلك شخصيّة نرجسيّة.. ولا نشغل أنفسنا بما سندفعه لاحقًا من ثمن للأخطاء... إنّما... الله عادل... حتّى وإن كان البعض لا يؤمن... هذا لا يغيّر حقيقة عدله...

في حال كنت تعانين جرّاء غلطة ما.. وأنت في وسط المعاناة بدفع ثمنها... استمعي إلى ما يلي...

أوّل سؤال ربّما يخطر في ذهنك هو: كيف أحسّن الحالة الّتي أنا فيها؟!؟! هل بإمكاني أن أصحّح الخطأ.. أو أن أمحو ما صدر منّي؟!؟!

إذا كان هذا التّغيير في يدك.. أرجوك أن تقومي بهذه الخطوة للتّصحيح... أعدّي نفسك جيّدًا... فكّري في الموضوع مليًّا... ومن ثمّ، اذهبي واعتذري.. وصحّحي حيث أخطاتِ... يمكنك لضمان نجاح هذه الخطوة، أن تقومي بقراءة جيّدة عن كيفيّة الإعتذار بطريقة سليمة حين نفعل أمرًا خطأ...

أمّا إذا رأيت أنّك لا تستطيعين تصحيح الخطأ... حسنًا... أوّلًا أقول: لكلّ فعل، عواقبه... أحيانًا تكون هذه العواقب طبيعيّة.. وما عليك هنا هو ترك الأمور لتأخذ مجراها الطّبيعي... وبعد مرور هذه العاصفة، تأتين وتطلبين المغفرة من الله تعالى... ثم... تغفرين لنفسك أيضًا... وتسامحين ذاتك...

في الكثير من الأحيان نصلّي طالبين المغفرة من الله.. والله يستجيب بمسامحتنا... إنّما نحن أنفسنا لا نقدّم الغفران لذواتنا... ونبقى عالقين في دوّامة الشّعور بالأسف علينا... لمدّة ليست بقصيرة...

من المهمّ جدًّا أن ندرّب أنفسنا لنبقي أفكارنا تحت السّيطرة... وفي كلّ مرّة يذكّرنا فكرنا بأخطائنا الّتي تبنا عنها وصحّحناها... هذه عادة سلبيّة... ويمكنها أن تقيّدنا وتمنع تحريرنا ممّا فعلنا...

كلّنا بشر، نخطىء في أحيان كثيرة... كوني رحومة مع نفسك... واستمرّي في تصحيح مسار حياتك... واستمتعي بها رحلة...

الغفران, التوبة , الخطأ, القيود, غفران الله, رحلة الحياة, جلد الذات, مسامحة النفس, الإعتراف بالخطأ, تصحيح الخطأ

  • عدد الزيارات: 1369