Skip to main content

الرّسالةُ وراءَ الألمِ

الرّسالةُ وراءَ الألمِ

نعم أنت تتألّمين... ولك كلّ الحقّ في التّذمّرِ نظرًا لما تمرّين به من صعاب... ولكن انظري إلى عوامل هذا الألمِ جيّدًا... فكّري جيّدًا بالإجابةِ على بعض الأسئلة...

في شريطٍ مصوّرٍ، تكلّمَ د جوردان بيتيرسون عن الرّسائلِ الّتي علينا أن نستشفّها من الألمِ الّذي نمرُّ به في الحياة... طرحَ السّؤال: ما سببُ معاناةِ الألمِ؟ علينا إيجاد معنى هذا الأمر... ربّما نسمعُ البعضَ يقولُ أنَّ الحياةَ مليئةٌ بالمعاناةِ... ولكن أن نقولَ هذا ونحكمَ أنَّ الحياةَ بلا معنى، ربّما الأجدرُ بنا أن نسألَ أنفسَنا: ما السّببُ لهذا؟!

ففي أكثرِ الأحيانِ، يكونُ الألمُ مؤشّرًا جيدًّا إلى أنّه علينا القيامُ بتغييرٍ ما...

للخطوةِ الأولى نحوَ التّغيير، تطلّعي دائمًا إلى أولئك الّذين يلهمون فيك الرّغبة في السّعيِ نحوَ الأفضلِ... فغريزةُ الإعجابِ فينا هي جزءٌ من غريزةِ التّماثلِ بقدوةٍ نتّخذُها لأنفسِنا... وهذه القدوةُ تساعدُنا على إيجادِ معنى جيّدٍ للحياة... وتحفّزُ فينا الرّغبةَ في أن نضعَ خططًا مفيدةً لحياتِنا رغمَ كلّ المعوّقات...

حين يكون للشّخصِ كلّ الأسباب ليعتقدَ أنّ لا فائدة من وجوده أو أنّه لا معنى لحياته، علينا أخذ هذا الموضوعِ على محمل الجدّ... نعم أنت تتألّمين... ولك كلّ الحقّ في التّذمّرِ نظرًا لما تمرّين به من صعاب... ولكن انظري إلى عوامل هذا الألمِ جيّدًا... فوراء كلّ ألمٍ أمرٌ أكبر ممّا تفكّرين... رسالةٌ أعمق ممّا تعتقدين... وفي بدايةِ الأمرِ، تأمّلي بالأشخاصِ الّذين تعتبرينهم قدوتك... هل هم أشخاصٌ مسؤولون؟! هل هم أشخاصٌ يتحمّلون أعباءَ حياتِهم بنفسِهم، أم أنّهم يلقون باللّومِ على الآخرين وينتظرون من ينتشلُهم دون اتّخاذِ خطوات للخروج من مآزقِهم؟!

لهذا أقولُ لكِ، من المهمِّ جدًّا أن تعرفي كيف تختارين مثالَكِ الأعلى في الحياة... وإن كنتِ تسألين عن كيفيّةِ القيامِ بهذا الخيار... فكّري جيّدًا بالإجابةِ على بعضِ الأسئلة...

إن وقعتُ في مأزقٍ، من يستطيع مساعدتي في نصيحةٍ أو حوارٍ يمكّنني من الخروج من المأزق؟!

إن اجتزْتُ في مرحلةِ إحباطٍ أو حزن أو أيّ حالة مشاعرَ سلبيّةٍ، من يمكنُه أن يرفعَ من معنويّاتي ويعيدَ المرحَ والفرحَ إلى نفسي؟!؟! من يمكنُه أن يُنسِيَني همّي؟!

إن واجهت خطرًا ما، من سيركضُ لنجدتي؟!

إن احترتُ في أمري، من قاردٌ على إسداءِ نصيحةٍ لي بحكمةٍ وفهمٍ للأمور؟! إن أخطأتُ، من سيتفهّم خطأي ويهتمّ بأن يمدّ لي يد المساعدة كي أصحّح الخطأ دون أن يشمتَ بي أو يصدر عليّ الأحكام؟!

هذا الشّخصُ الّذي يستوفي الأجوبةَ على أكثرِ الأسئلةِ السّابقة يمكنُ أن يكون قدوةً تتّخذينها في حياتِكِ...

ربّما هذا الشّخصُ سيكونُ فردًا من عائلتِكِ أو من أقربائِك... أو من أصدقائك المخلصين... لا يهمّ من طالما ثقتُك بهذا الشّخصِ ثابتةٌ وعن قناعةٍ بأنّه من المستبعدِ جدًّا أن يخذلَكِ عندما تحتاجين لمن يساندُكِ...

أن تختاري الأشخاصَ الخطأ في الحياة ليس عيبًا... إنّما خطوةٌ تأتي ببعضِ الألمِ في مرحلةٍ ما... هذا الألمُ يكون نتيجةً لعدّة أسبابٍ... منها الغدرُ... عدمُ الأمانةِ... تدهورُ الثّقةِ بالآخرِ... الخيانةُ... التّأثيرُ السّلبيّ... كلّها دروسٌ نتعلّمها في سبيلِنا نحوَ النّموّ...

لذا، فكلّ ألمٍ يصيبُك من علاقةٍ هو مؤشّرٌ لك بأنّ هنالك أمورٌ في علاقاتك عليك تغييرُها... أهمّ هذه الأمور هو الإختيار الصّحيح... في هذا، نفهمُ بعضًا من الألم الّذي نصابُ به جرّاء علاقاتٍ فاشلة... نتعلّمُ منها... وحين نختارُ الشّخصَ الصّحيح في حياتنا... نجدُ معنى جيّدًا للحياة...

الثقة, الألم, الإخلاص, القدوة, العلاقات, المساندة, اتخاذ القرار, الخيار الصحيح, الغدر, معنى للحياة

  • عدد الزيارات: 2266