تمسّكي بالشّجاعة

كيف سيكون شعورنا إذا فاتنا قطار الزّمن، ونحن لم نتّخذ بعد أي خطوة جريئة في حياتنا لتحقيق شهوة قلبنا؟

من منّا لا تريد أن تكون شجاعة؟ نحن نقدّس الشّجاعة... نسعى إليها... نهتمّ بالمواضيع التي تتعلّق بها... نحبّ القصص التي تتمحور حول الشّجعان وحكايات القوّة والتّمكين والنّجاح.

لكن، قبل أن نتمكّن من العيش بشجاعة، علينا معرفة الظّلّ المصاحب لكلمة "الشجاعة"...

وما نعنيه بالشّجاعة هو أنّها الجرأة والإقدام... ثبات القلب... هي قدرة الفرد على التّصرّف بشكل صحيح تجاه أيّ موقف يواجهه دون خوف أو تردّد...

وللحصول على الشّجاعة والتّمتّع بها كإحدى أجمل الخصال الحميدة، علينا الخروج من منطقة الرّاحة (comfort zone) التي نعيش بها... وعلينا اتّخاذ خطوات قد يسمّيها البعض بالخطوات العملاقة أو الجريئة، وقد تكون تلك الخطوات تسير في المجهول.

إذا تمعّنا جيّدًا بحياتنا، نرى أنّنا لا نقدم على أمر ما ينمّ عن الشّجاعة إلّا إذا "صلينا لأجله"... نجد أنّه مهما كان ديننا، فنحن نلجأ إلى الله أوّلاً قبل الإقدام على أيّ شيء... لذا نحن بالحقيقة نملك الشّجاعة، لأنّ الله هو مصدرها...

عندما نسير خارج "مناطق الرّاحة"، في الطّرق التي أعدّها لنا الله، قد نجد طرقًا قد مررنا بها مسبقًا... لكن هذه المرة نحن مزوّدون بالشّجاعة والقوة والقدرة اللازمة لإكمال الطّريق والمثابرة، لأنّه يسير أمامنا ومعنا... "لا تخف، ولا ترتعب" تثنية 31: 8

أيضًا، لا ننسى أنّ لمن حولنا تأثير قويّ على قراراتنا والخطوات التي نتّخذها بحياتنا... فعندما تقدم على القيام بأيّ عمل كان، فنحن سنبدأ باستشارة الأشخاص الذين يحيطون بنا، سواء الأهل أو الأصدقاء أو ذوي الخبرة... فنحرص على أن نتأثّر برأيّ الأشخاص النّاجحين والإيجابيين... ولكن يجب أن ننتبه أيضًا أن نعير بعض الإنتباه إلى حدسنا...

لنعترف...

ماذا سننال من هذه الدّنيا إن لم نتجرّأ على فعل ما نريد؟! (خاصة أذا كان لسبب سامٍ وذي منفعة)

كيف سيكون شعورنا إذا فاتنا قطار الزّمن، ونحن لم نتّخذ بعد أي خطوة جريئة في حياتنا لتحقيق شهوة قلبنا؟

لا تدعي أحدً يسلب شجاعتك منك... لكلّ شخص منّا قوّة كامنة بداخله... هي فقط تحتاج التّحفيز للظّهور...

لا تدعي الأفكار السّلبيّة والمخاوف تسيطر عليك... لكن كوني واقعية بدرس المعطيات جيدا... التأكد من ان القرار حكيم وصحيح...

اتّخذي خطوتك الآن... بحكمة... بخوف... بشكوك... بتردّد... اتّخذيها الآن بكلّ ما فيها من مغامرة... ولا تدعي الوقت يمرّ وأنت متمسّكة بمنطقة الرّاحة تلك... فالشّجاعة هي التّقدّم بالرّغم من وجود الخوف...

اسعي لإخراج الشّجاعة التي بداخلك... اثبتي لنفسك ما أنت قادرة على فعله...