Skip to main content

أسعى نحو التّطوّر... لا الكمال

أسعى نحو التّطوّر... لا الكمال

قدرة الإنسان تظهر في التّطور المستمرّ... وليس في السّعي نحو الكمال...

خيط رفيع، يفصل بين فكرة السّعي نحو التّقدّم والتّطوّر... وبين الكفاح للوصول إلى نقطة الكمال... في كلّ ما أعمل... أو أفكّر... أو أقدّم للآخرين... أكثر ما يناسب طبيعتي ككائن بشريّ، إنسان... هو أن أقف للحظة وأقيّم الهدف الّذي أسعى نحو تحقيقه... هل أنا أطمح للتّغيير نحو الأفضل؟! أم أحاول بكلّ قوّتي أن أكون كاملة، لا خطأ يشوب حياتي؟!

من البديهيّ أن أتّفق معك على أن "لا سبيل للوصول إلى الكمال"! لذا أفضل ما أعمل نحوه هو التّقدّم السّليم... التّطوّر إلى ما هو أفضل... فأضع خطوات مناسبة، مقبولة، غير مستحيلة... حتّى أحقّق سبيلي في الحياة...

أهمّ ما في الأمر أن أدرك جيّدًا بأنّ السّبيل نحو التّقدّم والتّغيير هو ليس نقطة وصول... بل هو أسلوب حياة... أعيشه يومًا بيوم... في كلّ خطوة أقوم بها، أتقدّم نحو الأفضل...

أيضًا... من الضّروريّ جدًّا أن أقيّم تصرّفاتي... بالطّبع عليّ أن أمتلك المبادىء الحسنة... إضافة إلى مقارنتها باستمرار مع تطوّر الحياة أمامي... فهي في تغيّر مستمرّ على مدار الأيّام...

يمكنني أن أطرد الفيروسات من برنامج الكومبيوتر... إنّما هو أمر شبه مستحيل أن أمحو هكذا فيروسات تدخل حياتي... هذا ما عليّ أن أعمل لتخفيف أثره على مسيرتي... أخطاء صغيرة من هنا وهناك... إنّما الإصرار على التّقدّم والسّعي نحو الأفضل، يلغي آثار هذه الجراثيم على المدى البعيد... لهذا الهدف، عليّ أن أستخدم الأدوات المناسبة... من هذه الأدوات، سأذكر ثلاث... سهلة التّطبيق... وفعّالة جدًّا...

أولى أدوات إلغاء الفيروس من برنامجي هو وضع خطّة وإعطاء الفرصة لنفسي كي أمارسها لتصبح جزءًا مني... يجب أن تكون الفترة الزّمنيّة لهذا 30 يومٍ... الخطّة أو الفكرة الّتي أودّ اكتسابها، تحتاج إلى 30 يوم على الأقلّ كي تتحوّل وتصير عادة مكتسبة في يوميّاتي... لا يمكنني أن أنجح إلّا إذا التزمت بهذا الوقت حرفيًّا...

ثاني الأدوات، هي في كتابة الأهداف الّتي أسعى لتحقيقها، على المدى البعيد... فحين أفكّر بما أوّد الوصول إليه... وأراه بعينيّ... وأمارسه في الفعل... أستخدم حواسّي الفكريّة... والحسيّة... والنّظريّة... تأكيد فوق تأكيد... فينطبع الهدف في حياتي على مرّ الوقت... فيصبح جزءًا منّي... في هذه المرحلة، يتحوّل تفكيري من التّركيز على الفيروسات، إلى التّركيز على المشهد الجميل الّذي ينتظرني عند المنعطف الآخر في طريق تطوّري...

أمّا الأداة الأصعب في العمل بها هي... كسر حواجز الخوف... أواجه مخاوف عديدة في الحياة... مصادرها داخليّة وخارجيّة... أن أكسر هذه الحواجز هو أمر صعب، أعلم ذلك... ولكن أبدأ من الأمور البسيطة، هكذا أدرّب نفسي على امتلاك الشّجاعة الكافية، وأنتقل من مواجهة أمر بسيط إلى مجابهة أمور كبيرة... وهذا بالطّبع يعتمد على تعزيز قوّة الإرادة فيّ، وعلى تثبيت الشّجاعة الّتي تمكّنني من كسر أسوار المخاوف الخارجية والدّاخليّة على حدّ سواء...

من المستحيل أن أصل إلى حدّ الكمال... إنّما عندما أمحو كلّ التّأثيرات أو الفيروسات الّتي تعترض طريقي في التّطوّر يمكنني أن أحقّق التّقدّم في حياتي... وأعود لأذكّر نفسي بأنّ التّطوّر والتّقدّم ليسا نقطة وصول، إنّما استمراريّة... أسلوب حياة مستدام...

النجاح, الشجاعة, التصميم, الإرادة, التطور, التقدم , الإستمرارية, السعي نحو الأفضل, كسر حواجز الخوف, التغييراسلوب حياة

  • عدد الزيارات: 1834