Skip to main content

السّعادة "معدية"

السّعادة

قال أحد الفّنانين الأثرياء: المال أرقام والأرقام أبدًا لا تنتهي... لذلك إن كنت تحتاج المال لتكون سعيدًا، فبحثك عن السّعادة أبدًا لن ينتهي.

بالطّبع، كلّنا نسعى للسّعادة والفرح والنّجاح... أكثرنا يظن أنّ المال قد يشتري السّعادة... لكن بالحقيقة، المال قد يشتري لك أمورًا كثيرة... هذه بدورها، قد تجلب لك السّعادة المؤقّتة... كرحلة إلى جزر المالديف مثلًا... أو سيّارة فارهة... ملابس جديدة... مجوهرات.,. وغيرها... من الأمور التي لها فترة صلاحيّة...

لكن... كيف يمكننا إيجاد السّعادة؟! كيف يمكننا قياس السّعادة؟!

قد نرى بعض الأشخاص الّذين يضحكون من قلبهم... لكنّهم بالحقيقة قد يخفون اكتئاب خلف تلك الضّحكات...

دراسات وأبحاث أجريت... والنّتيجة! 40% من السّعادة تكون بفضل الجينات... 15% تعود لظروف الحياة... 50% تعود للشّخص نفسه...

في سياق الدّراسات الإقتصاديّة، ومن بين المؤشّرات الّتي تحدّد إن كان البلد قيد الدّراسة هو بلد متطوّر إقتصاديًّا، سياسيًّا، واجتماعيًّا... هناك عامل مهمّ جدًّا ترتكز نتيجة الدّراسة عليه، وهو "مؤشّر السّعادة" لدى المواطنين في هذا البلد... هذا المؤشّر يأخذ بعين الإعتبار كلّ ما يؤمّن للمواطن من خدمات إن في الصّحة... الضّمان الإجتماعي... الدّراسة... بيئة سليمة خالية من التّلوّث،... وخدمات عديدة أخرى تسهّل حياة المواطن وتمنحه الشّعور بالأمان في موطنه...

في البلدان حيث يحتلّ "مؤشّر السّعادة" درجة عالية، نجد الأشخاص يتمتّعون بصحّة جيدة... رياضيّون... لديهم حياة اجتماعيّة... يتواصلون مع بعضهم بوئام وتفاهم... لديهم أهداف في الحياة...

بالرّغم من هذه الدّراسات والنّظريّات كلّها، أسألك: ما الذي يجعلك حقًّا سعيدة في الحياة؟! مثلًا، في العمل؟! أهو راتبك الجيّد الّذي يؤمّن لك السّعادة أم رئيسك في العمل الّذي يتعامل معك بطريقة محترمة ويقدّرك جهودك؟!

في الحقيقة... وجود صديق مقرّب لك هو ما يحمّسك على الذّهاب للعمل... أو حتّى على القيام بنشاطات يوميّة... لذا اختاري الصّديق الذي يمنحك طاقة إيجابيّة ويشعرك وجوده بالسّعادة...

لا تنسي أيضًا وجود حافز... وهدف في حياتك... يبعدك عن الشّعور بالملل، الذي يولّد الإكتئاب... والعلم يثبت أنّ الأشخاص الّذين لديهم أهداف وطموحات وشغف في الحياة... نادرًا ما يتعرّضون للإصابة بالإكتئاب... اشغلي نفسك دائمًا بما يشبع الرّغبة فيك للتطوّر والتّقدّم والمضيّ إلى الأمام...

عقلك الباطن هو أساس سعادتك... فالسّعادة حالة ذهنية... وهي بالكامل تحت سيطرتك... ما تزرعينه في عقلك هو ما ستحصدينه مع مرور الأيّام...

سامحي من قلبك...

أحبّي محبّة غير مشروطة...

أعطي من غير انتظار مقابل...

خوضي التّجارب من غير الخوف من النّدم...

واجهي مشاكلك...

اضحكي من قلبك...

احترمي اختلاف الآخرين عنك... وعوّدي نفسك على الابتسام...

حالتك المستقرّة على الصّعيد الدّاخلي، ينعكس إشراقًا وبريقًا على محيّاك... وفي حياتك من خلال تعاملك مع الآخرين... والأهمّ، فإنّ الرّاحة والسّلام في داخلك يؤمّنان لك السّعادة الّتي تعبق من حولك أينما وُجِدْتِ... "فالسّعادة "معدية"...

وتذكّري دائمًا أنّه بامكانك أن تجدي السّعادة في أبسط الأمور.

السعادة, العطاء, الفرح, الإكتئاب, المحبة غير مشروطة, مؤشر السعادة, الراحة والسلام, الهدف والطموح, قياس السعادة, المضي إلى الأمام

  • عدد الزيارات: 1851