البكاء أمام الآخرين

عندما تشعرين بأنّك على وشك البكاء، حاولي التّفكير بأيّ أمر آخر... ما عدا الموقف الّذي يبكيكِ...

في كلّ يوم تواجهين مواقف عديدة مختلفة... منها ما يدعو إلى الضّحك... منها ما يتطلّب الهدوء والرّصانة... ومنها ما يحرّك فيك عواطف، تتغلغل في أحاسيسك، وتدمع عيناك... أحيانًا تبكين... وبعد مرور الموقف، تتأسّفين إذ بكيت أمام أشخاص معيّنين... ربّما تشعرين بالخجل من دموعك أمامهم... أو ربّما تتمنّين لو تمالكت نفسك... فنحن منذ الصّغر نتشرّب الفكرة بأنّ البكاء علامة ضعف...

وفي بعض الأحيان، يكون من الأفضل كبت المشاعر إلى حين، أو على الأقل، إخفاؤها أمام بعض الأشخاص، وإظهارها فيما بعد...

ما أودّ اليوم في هذا الحديث هو إعطاء بعض الأفكار لتفادي البكاء أمام الآخرين... وبما أنّه من الصّعب أحيانًا تمالك المشاعر والسّيطرة عليها، إليك بعد النّصائح، تتحكّمين من خلالها بأعضاء جسدك... فلا تنهمر دموعك...

حاولي الإسترخاء في عمليّة التّنفّس... شهيق عميق بطيء من خلال الأنف، وزفير أيضًا بطيء إنّما عن طريق الفم... يساعدك على هذا الأمر إن ردّدت في فكرك الأرقام من واحد إلى عشرة... هذا يهدّأ الغصّة الّتي تشعرين بها...

لا تركّزي نظرك على شيء واحد، بل حاولي أن تحرّكي عينيك في أرجاء المكان الّذي تتواجدين فيه... أو حاولي إغماض عينيك وفتحهما عدّة مرّات متتالية... هذا يخفّف من تدفّق الدّموع في مجرى العين...

أيضًا لتشتيت ذهنك عن فعل البكاء، يمكنك أن تفركي يديك قليلًا أو أن تضعي يديك في جيبك... قومي باستخدام يديك للضّغط على أيّ شيء يوجد معك، حقيبتك... هاتفك... أو جانب الكرسيّ الّذي تجلسين عليه...

حاولي ألّا تشدّي عضلات وجهك... بل ساعديها على الإسترخاء، خصوصًا في منطقة الجبين وما بين الحاجبين... تجنّبي العبوس قدر الإمكان...

إذا شعرت بأنّ الغصّة في حلقك تشتدّ تناولي رشفة من الماء، ما يساعد على إرخاء عضلات الحلق والعنق...

في جميع الأحوال، أحيانًا تخوننا القدرة على السّيطرة على إظهار مشاعرنا من خلال الدّموع... إنّما لا... فالبكاء ليس ضعفًا... ولا الدّموع تقلّل من اعتبار الشّخص أبدًا... بل إنّها برهان قاطع على أنّني "إنسان"... يملك المشاعر والأحاسيس، إنسان يتعاطف مع الآخرين... إنسان لا يقتل مشاعر الإنسانيّة الّتي زرعها فيه الله...