Skip to main content

قاهر الظّلام

قاهر الظّلام

هل أعلن فشلي في التّغلّب على النّفس الآمرة بالسّوء، هل أترك نفسي ضائعة طالما عجزت عن إصلاحها؟

في ظلّ الحروب والخلافات، وأمام المكائد والخطايا، وفي وسط هذا الكمّ الهائل من الإضطرابات كيف نحيا بقلوب مطمئنّة؟

كيف لنا أن نكون واحة خضراء في صحراء؟

الأمر ليس سهلًا، فالعالم حولنا مليء بالشّرور، فهل نستطيع أن نصارع ضدّ التّيّار وحدنا؟

حاولنا كثيرًا أن نبتعد عن الخطايا والشّر وأن نكون بلا عيب... ولكن عجزنا،

يقول الكتاب "ويحي أنا الإنسان الشّقيّ من ينقذني من جسد هذا الموت" رو24:7،

فنحن نريد الخير... ولكنّنا نصنع شرًّا أحيانًا...

نريد ألّا نكذب... ولكن تدفعنا الظّروف للكذب ولو كان بأيّ لون، نريد... ونريد،

ولكن الشّرّ الّذي لا نريده، فإيّاه نفعل! فما الحلّ؟

هل أعلن فشلي في التّغلّب على الطّبيعة البشريّة والنّفس الآمرة بالسّوء، هل أترك نفسي ضائعة طالما عجزت عن إصلاحها؟

بالطّبع لا، ولكن عليّ أن أعرف من أين أبدأ، فإذا كنت بغرفة يخيّم عليها الظّلام الدّامس وأردت أن أستبدل ظلامها بالنّور، فماذا عليّ أن أفعل؟

هل أقوم بجمع الظّلام أوّلًا ومن ثم أبدأ في نشر النّور؟

بالطّبع لا، "والنّور يضيء في الظّلمة والظّلمة لم تدركه" يو 46:12،

فمن طبيعة النّور أنّه يفني الظّلام ... بمجرّد أن يظهر النّور... يختفي الظّلام...

إذًا... فليس عليّ أن أحاول جمع الظّلام لأطرحه بعيدًا... لن أستطيع وإن حاولت،

فقط إن أفتح طاقة نور ليعمّ الغرفة في المكان فيتبدّد الظلام، "الله نور السّموات والأرض" النّور35،

حين أصرخ إلى الله معلنة أنّني لا أستطيع وحدي ...فهو سيشرق بنوره ويبدّد كلّ الظّلام،

وجوده في حياتي يغيّرني إلى الأفضل حتّى وإن كنت في قمّة الظّلام. وفي الحرب الرّوحيّة أرى نفسي منتصرة على الطّبيعة البشريّة الخاطئة...

حينها بمعونته وإرشاده أفعل مشيئته... وأقول: لتكن لا إرادتي، بل إرادتك يا ألله في حياتي...

الخير, الظلام, العالم, الحروب, النور, الحرب الروحية, الطبيعة البشرية, الله نور

  • عدد الزيارات: 1980