لا تسأليني... كيف حالي
أَعَليّ أن أفرحك بقولي بأنّني على ما يرام... وبذلك أكذب عليك؟
عندما أكون في حالة حزن على فقدان أحد الأحبّاء... لا تسأليني كيف حالي...
أعلم بأنّك مهتمّة لحالي... إنّما... ما الجواب الّذي تنتظرينه منّي وأنا في حالة كهذه؟
هل عليّ أن أحبطك بالإجابة بأنّني لست بخير؟ أو أنّني في حالة رهيبة؟ أو أنّه عليّ أن أفرحك بقولي بأنّني على ما يرام... وبذلك أكذب عليك؟
هل عليّ أن أغوص في التّفكير بحالي... فأبذل جهدًا مؤلمًا لأفسّر بالكلام مدى قساوة الّذي أشعر به... رغم أنّني لا أجد الكلمات الّتي تعبّر بصدق عمّا يختلج في داخلي؟ فأشعل أحاسيس الأسى والألم والحزن والمرارة، وأوجع الألم أضعاف المرّات؟
أو ربّما أعلم ما تريدين أنت أن تسمعي منّي... بأنّني في حالة تتحسّن شيئًا فشيئًا... هذا أفضل جواب يمنحك – أنت – الشّعور بالرّاحة!!
آسفة إن كانت إجابتي قاسية... ولكن!! لا أقدر على التّعبير الصّحيح عمّا أشعر به...
إن كنت تعجزين عن التّعبير في حالة كهذه، أقول لك أنّه من الجيّد أن تعبّري لي في حزني بأنّك تفتكرين بي وتشعرين بحالي...
دعيني أساعدك قليلا...
أفضل العبارات التي يمكنك قولها لي... فتمنحي التّشجيع: مثلا
أفتكر بك وأنا أقوم بأمور كثيرة... وأنا أعتني بنبتاتي،
أفتكر بك وأنا في السّيّارة حين أمرّ بجانب منزلك، وأنا أمارس رياضتي يوميًّا،...
حين أفتكر بك، أردّد الصّلاة في فكري وقلبي وأسأل الله تخفيف الألم... ..كلمات بسيطة وصادقة كهذه تجعلينني أشعر بالمحبّة الصّادقة في قلبك تجاهي، فتبعدين عنّي الشّعور بالوحدة والخسارة...
يمكنك أن تذكري الشّخص الّذي فقدته... لا بأس بذلك... مثلًا: أعلم بأنّ عيد ميلاد (الفقيد)... قد اقترب، وأعلم أنّه من الصّعب عليك أن تمضي ذلك اليوم من دونه... أتحتاجين إلى مساعدة ما كي تمضي ذلك اليوم بسلام؟
أو: في ذلك اليوم سأكون مفتكرة بك وسأصلّي بأن يمنحك الله القوّة، أتحبّين أن تأتي لتمضية النّهار سويًّا؟ نودّ أن نستقبلك معنا...
بمعنى أو بآخر... كلّ هذه الأسئلة والعبارات تخبرني عن اهتمامك بي، وتقول لي بأنّك شخص محبّ، وفي اعتقادي أنّها كلّها تعني: "كيف حالك؟"
طريقة السّؤال تختلف... وبهذا الإختلاف تعبّرين لي عن مدى صدق شعورك بحزني وأسفي على خسارتي... بدل طلبك منّي بأن اشرح "كيف حالي"... وبهذا نتمّم ما قاله الكتاب المقدّس في غلاطية 6 : 2 "احملوا بعضكم أثقال بعض".
التشجيع, الحزن, المرارة, الصلاةُ, الأسى, فقدان الأحبّاء, الشّعور بالرّاحة, تخفيف الألم, المحبة الصادقة
- عدد الزيارات: 2407