مؤشّرات النّضوج

ان اكبر في العمر هو امر لا مفر منه... لكن النضوج هو خَيار!

ظننت أنّني بمرور السّنوات... أكتسب خبرة في الحياة... لذا من الطّبيعيّ أن أنضج مع الخبرات المتعدّدة، إن في دراستي الجامعيّة، أو في عملي لاحقًا بعد التّخرّج... لكن الحقيقة ان اكبر في العمر هو امر لا مفر منه لكن النضوج هو خَيار!

إنّما برهنت لي الحياة بأنّ النّضج لا يأتي من هذه فحسب... ولكن هنالك أمور أخرى... أدرّب نفسي عليها، من خلال ما أواجه في حياتي اليوميّة... وشيئًا فشيئًا أكتسب النّضوج... لا من خلال التّقدّم في الحياة والأمور العمليّة فقط، إنّما من النّظر إلى داخلي... وتنقية شخصيّتي من خيوط معلّقة بتصرّفاتي... خيوط أكاد لا أراها أحيانًا لتفاهتها...

مع مرور الوقت، وجدتني أمام أمور لم ألحظ تغيّرها فيّ.. أمور أشعرتني بالنّضج الحقيقيّ... تغيّرات قطّعت الخيوط الّتي كانت تتحكّم بتصرّفاتي وتحرّكها كالدّمى...

- فالأحاديث الصّغيرة الّتي هي أشبه بالثّرثرة لم تعد تجتذ سمعي

- أصبحت أفضّل الرّاحة في المنزل عند العشيّة، ووجدت متعة بهذا الوقت أكثر من السّهرات في الخارج خلال عطلة الأسبوع.

- تفاجأت بشعوري بالمسامحة لكلّ من يسيء إليّ... دون أن أشعر بالإنزعاج.

- طريقة تفكيري... حين أنظر وأرى ما حولي... تغيّرت... أصبحت أكثر انفتاحًا من قبل...

- فصرت أتقبّل الغير بسلاسة... وأحترم اختلافهم عنّي...

- وهذا ما قادني إلى تقبّل الفكرة بأن ليس كلّ من حولي عليه أن يغرم بشخصيّتي... فأنا لست محور الكون...

- وهذا نتج عنه تسليمي لبعض الجروح في قلبي... فقد خلت أنّها لن تندمل ولن أنساها... وجدتني لا أشعر بها...

- توقّفت عن الحكم على الآخرين بسرعة وعشوائيّة ودون اعتبار...

- ووجدت أنّ الصّمت في بعض الأحيان أبلغ بكثير من الدّخول في مشادّات كلاميّة لا فائدة منها...

- وأخيرًا... اكتشفت بأنّ فرحي لا يتوقّف على الآخرين ولا يعتمد على وجودهم... إنّما ينبع من السّلام في داخلي... واالمصالحة مع نفسي... ومع الله...