Skip to main content

ثمر الشّوك

ثمر الشّوك

ما نزرعه اليوم من أفكار وأقوال وتصرُّفات... لا بدَّ لنا من أن نحصد ثماره عاجلًا أم آجلًا

نحن لا نستطيع تجاهل مبدأ الزرع والحصاد... إنّه قانون راسخ أوجدته الطّبيعة وهو ينطبق أيضًا على الحياة البشريّة، ومُحاولة تجاهله لا تُغيِّر من ثباته على الإطلاق...

"ما يزرعُه الإنسان إيّاه يحصُدُ أيضًا." حِكمَةٌ كٌتِبَتْ بأحرفٍ ذهبيَّة، تستطيعين يا سيّدتي أن تأخذيها شعارًا لحياتك ومبدأً ثابتًا ينطبق على أَوْجُه الحياة كافّةً... وبإمكانك أن تفتكري بها قبل كلّ قرارٍ تريدين إتّخاذه، أو تصرُّفٍ ستقومين به، أو قولٍ ستتفوَّهين به...

من مِنَّا لا يعرف أنَّ الفلّاح الّذي يزرع حبوب القمح سيحصد أطنانًا من القمح...

والأمّ التي تربّي تربية صالحة، وتتعب في زرع القِيَم في نفوس أطفالها، فإنّها ستجد أبناءً صالحين تفتخر بهم...

والتّلميذ المجتهد الذي لا يُهمِل واجباته المدرسيّة، ويتعب جاهدًا من أجل تحصيل العِلْم، لا بدّ له أن يحصد نجاحًا ومستقبلًا زاهِرًا...

والموظّف الذي يقوم بواجبه بكلّ أمانةٍ ويحترم قانون عمله، فإنّه سيلقى تقديرًا ورِضى وترقية من أرباب العمل...

والعكس صحيح... فهذا المبدأ ينطبق على السّلبيّات أيضًا، فمن يزرع الرّيح يحصد العاصفة...

"هل يَجْتَنون مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟" بمعنى أنّه لا يمكن لنا أن نقطف ثمر الشّوك ونجده عِنَبًا...

لِذَا لننتبه إنَّ ما نزرعه اليوم من أفكار وأقوال وتصرُّفات، ما هي نوعية البذور التي أزرعها؟

هل أحرص على أن تكون بذورًا ذات نوعيَّة جيَّدة، لأن الكلام  الرّديء فينتج كلاما رديئًا!

انتبهي هذا يدل على حقيقة دواخلنا لان "لا تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أنْ تَصْنَعَ أَثْمارًا رَدِيَّةً وَلا شَجَرَة رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمارًا جَيِّدَةً..."

قال أحدهم:

إزرعْ فِكْرة... تحصُدُ عملاً،

إزرع عملاً تحصد... عادةً،

إزرع عادة... تحصد شخصيّة،

إزرع شخصيّة ...تحصد مصيرًا...

الشخصية, الزّرع, الحصاد, الثّمار الجيّدة, التّربية الصّالحة, الأفكار والتّصرّفات, زرع الإنسان, العادة, المصير

  • عدد الزيارات: 2374