Skip to main content

لا وقت لي لأضيّعه

لا وقت لي لأضيّعه

من أهمّ ما عليّ فعله هو.. أن أجعل من حياتي أمرًا ذات معنى وإفادة!

كتب الشّاعر البرازيليّ "ماريو دي أندريد" قصيدة حين تخطّى سنّ الأربعين من عمره!!! حين قرأتها.... شعرت بأنّني أنشدها من خلال فكره!!!

"حين أعدّ سنوات حياتي... أدرك بأنّ ما تبقّى منها أقلّ بكثير ممّا عشته إلى الآن.... فأشعر كطفلة ربحت كيسًا من الحلوى... وأخذت تلتهمه بسرعة... وحين اكتشفت أنّ ما الكيس على وشك أن ينتهي، أخذت تتلذّذ بكلّ حبّة حلوى على مهل.. "

لذا فمن الآن..... لا وقت لديّ لتلك الإجتماعات الّتي لا تنتهي فيها المحاضرات... وأنا أعلم بأنّ لا شيء ممّا يقولونه سوف ينفّذ!!!

لم يعد لديّ وقتًا كي أضيّعه مع بعض الأشخاص الّذين مهما بلغت بهم السّنين، فإنّهم لم ينضجوا بعد...

ليس لديّ الوقت الطّويل!! أريد الزّبدة!! زبدة الحياة!! فإنّ روحي في عجلة... لم يعد في كيسي الكثير من الحلوى!!

أريد أن أعيش مع أشخاص... أناس حقيقيّين! واقعيّين! يضحكون على أخطائهم وهفواتهم!! غير متباهين بممتلكاتهم الفانية!! يتحمّلون نتائج الأخطاء الّتي يقعون فيها!! فهذه هي الطّريقة الفضلى كي تُحْفَظَ بها الكرامة الإنسانيّة.. حين نعيش في الحقّ والصّدق!!

ومن أهمّ ما عليّ فعله هو.. أن أجعل من حياتي أمرًا ذات معنى وإفادة!

أريد أن أكون في وسط أشخاص يقدرون أن يلامسوا قلبي... أولئك الّذين جعلت منهم مصاعب الحياة أشخاصًا ناضجين، طيّبي الرّوح...

أجل... أنا في عجلة من أمري.... أن أحيا فقط ما يمنحه النّضوج!!!!

لا أريد أن أضيّع أيّ قطعة من الحلوى المتبقّية!!! فأنا على يقين بأنّ مذاقها أطيب من كلّ الّتي أكلتها إلى الآن!!!

هدفي أن أصل خطّ النّهاية وأنا مكتفية من حياتي... راضية عن نضوجي... مطمئنّة من ناحية أحبّائي... مرتاحة الضّمير....

الآن علمت بأنّني أمتلك حياتين!!!!! وقد بدأت حياتي الثّانية حين أدركت أنّ لي حياة!!!!!!!

الحياة, معنى, الوقت, النضوج, الضمير, الحق والصّدق, زبدة الحياة, إفادة

  • عدد الزيارات: 2085