أنت... تختارين

ماذا يوجد في كأسي ؟؟؟؟ عندما أصطدم بالحياة، ماذا سينسكب منّي ؟؟؟؟

فيما أنت تحملين كوب قهوة... وأنت متّجهة نحو مكان عملك... يمرّ بجانبك أحدهم و... يصطدم بك... وينسكب ما في الكوب على الأرض، على ملابسك، و على كلّ المساحة المحيطة بك...

هل أوقعت القهوة؟؟؟ لقد تلوّث المكان بالقهوة، لأنّ الكوب كان يحملها... ولو كان في الكوب شاي بدل القهوة، لكان الشّاي لوّث المكان.... وكان محتوى الكوب ما كان... فحين يصطدم بشيء آخر.. سينقلب ويرمي ما فيه إلى خارجه... فالمثل الشّائع يقول: الإناء ينضح بما فيه......

لذا... عندما تأتي الحياة وتهزّ كياني في موقف أو مشكلة معيّنة، فإنّ "ما في داخلي" هو ما سينسكب ويخرج...

من السّهل أن أتظاهر  في الأوقات العاديّة... ولكن لا مجال للتّظاهر حين يصدمني أمر ما... لا بدّ لما في داخلي من أن ينسكب...

وهنا أسأل نفسي: ماذا يوجد في كوبي ؟؟؟؟ عندما أصطدم بالحياة، ماذا سينسكب منّي ؟؟؟؟

أسينسكب الفرح؟؟؟ والشّكر؟؟؟ السّلام؟؟؟ التّواضع؟؟؟؟

أم سينسكب الغضب؟؟؟ المرارة؟؟؟ الكلام القاسي؟؟؟ وردّات الفعل العنيفة؟؟؟

وأنت... تختارين في ما يملأ كأسك... أي قلبك وفكرك....

واليوم هو الوقت المناسب كي تملأي كأسك بالشّكر على كلّ شيء... بالفرح حتّى في أصعب الأوقات... بكلمات الإمتنان والعرفان بالجميل... باللّطف والوداعة... بالمحبّة والإحسان للجميع....

لأنّه في الأوقات الصّعاب تنضح روحك بما فيها... ويقول الكتاب المقدّس عن هذا الموضوع:

وأمّا ثمر الرّوح فهو محبّة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفّف. غلاطية 5 : 22

كما يقول الحكيم في سفر الأمثال: فوق كلّ تحفّظ، احفظ قلبك لأنّ منه مخارج الحياة. أمثال 4 : 23