ماذا يقول النّاس عني
إنّ إرضاء النّاس شيء جميل، ولكن... إنّ الله، حين أمر نبيّه نوح بأن يبني الفلك، كانت الأرض في تلك الفترة جافة، لم تعرف فيضانًا وأمطارًا من قبل...
فكان كلّ من يرى نوح، يضحك عليه، ويعتقد بأنّه قد جُنّ.
إذ... كانوا يظنّون بأنّه لا معنى لبناء فلك... في صحراء.
ولكن هذا لم يكن يعني أنّ نوح كان مجنونًا... بل كان يعني بأنّهم "لا يعلمون"... ما كانت الخطّة...
جميعنا نرغب في أن نكون محبوبين ممّن حولنا، وأن يرانا من حولنا بصورة طيّبة، ممّا يجعلنا... نفعل ما يوافقهم ويناسبهم... سواء في مظهرنا أو سلوكنا أو أحيانًا في دراستنا... بل ويمتدّ الأمر في بعض الأوقات، ليصل حتّى إلى أفكارنا!!
ونستمر في دائرة "صنع ما يريده النّاس"، في ارتداء الصّورة الّتي تُرضيهم إلى أن ننسى أنفسنا... وكيف نرضيها.
في الحقيقة... إرضاء النّاس غاية لا تُدرك... وحتمًا... ومهما فعلنا... سنجد دائمًا من يؤيّدنا ومن يعارضنا... فحتى الملائكة تكرههم الشّياطين، "فلا يحزنك قولهم" يس 76
إنّ إرضاء النّاس شيء جميل، ولكن... عندما نكون نحن أوّلًا راضين عن أنفسنا، فنحن لا نأخذ قيمتنا لأنفسنا ممّن حولنا... بل ثقتنا نحن في أنفسنا ورضى الله عنّا هو ما يعطينا قيمتنا، حتّى وإن لم يستوعب هذا من حولنا، فنحن لا نستمدّ قيمتنا من تقدير من هم حولنا... بل نستمدّها من إيماننا بما نفعل وسموّ الهدف وسلامة الخطوات المؤدّية إليه...
حياتنا تحتاج خطوات ثقة بالنّفس ممزوجة بالإيمان وفي حضرة رضى الله، وبعدها نثق بأنّنا على الطّريق الصّحيح...
حتى لو لم يوافق هذا البعض... لكنه يوافقنا... ويرضي الله وهذا أهمّ ما في الأمر.
إسألي نفسك: هل رأي البعض فيّ يغيّرني ويقودني إلى ما لا أقتنع أحيانًا؟
الثقة بالنفس, السلوكيات, الإيمان, يقولون عنّي, كلام الناس
- عدد الزيارات: 2932