الملائكة...تجيب!!
كان ظهور ذلك الخاتم رسالة إلى كلينا معًا... أذكر جيّدًا كم كانت أمّي تحبّ الخواتم...
كانت تحبّ المجوهرات كثيرًا... إنّما كانت تعشق الخواتم بشكل مميّز...
كان أبي دائمًا يهديها الخواتم في المناسبات وخاصّة في يوم عيد مولدها، كانت تعشق تلك الخواتم كلّها إنّما أفضلها لديها كان خاتمًا يحمل حجر الياقوت.
نسيت أين وضعته في يوم من الأيّام... بحثنا جميعًا عنه في كلّ أرجاء المنزل... إنّما بدون جدوى... لم نجد للخاتم أثرًا...
بعد عدّة سنوات، توفّيت والدتي فجأة... لم نكن نتوقّع ذلك أبدًا... أصبنا جميعًا بصدمة ممّا جرى... وكان الوقت يمرّ عصيبًا علينا... فأبي قد فقد شريكة حياته وتوأم روحة... وأنا فقدت صديقتي المقرّبة...
كانت مهمّة ترتيب ثيابها، بعد عدّة أشهر من وفاتها، أصعب بكثير ممّا ظننت... طلبت من أفراد أسرتي المساعدة في تلك المهمّة، فيختار كلّ منهم ما أراد من أغراضا لحفظها كتذكار من أمّي... وكان هذا أصعب الأمور عليّ... وكنت أبكي باستمرار... لكنّني تذكّرت بأنّها كانت تؤمن بالملائكة... وفي قلبي وعقلي بكيت كثيرًا متضرّعة... فإن كانت الملائكة حقًّا موجودة... أريدها أن ترسل لي من أمّي إشارة بأنّها سعيدة وبأنّها موجودة في مكان آمن...
وضعنا بعض أغراضها في صناديق لنتبرّع بها للمحتاجين... وأنا اخترت بعض الأشياء... من بينها جواربًا كانت تلبسها أمّي...
في ذلك النّهار، وفيما أنا أضع تلك الجوارب في درجي... سمعت صوتًا غريبًا... فحين لامست الجوارب خشب الدّرج، أصدرت صوت قرقعة...
وحين تأمّلت في أسفل درجي... كان هناك خاتم أمّي.... خاتمها الجميل ذات الياقوت الأحمر... يلمع بين الجوارب البيضاء...
ما شعرت به... لا يمكن أن تعبّرعنه الكلمات... فرح عظيم ملأ قلبي عندما رأيت خاتمها... خاتمها المفضّل... وأدركت دون أدنى شكّ... بأنّ الملائكة سمعت ندائي... أتت الإستجابة لطلبتي... من أمّي...
ناديت والدي وأخبرته عمّا حصل... وكان هو عائدًا من زيارتها حيث كانت ترقد بسلام... وكان هو أيضًا يحتاج إلى إشارة منها... كان ظهور ذلك الخاتم رسالة إلى كلينا معًا... كنز نعتزّ به وتذكار بأنّها لم تزل موجودة معنا بروحها...
إنّ السّماء من خلال الإيمان الّذي فينا... تجمعنا... كلّ منّا بطريقة مميّزة وخاصّة...
إله السّلام والرّاحة يستمع إلى الصّلاة... صلاة محبّيه...
السماء, الصلاة, الإيمان, الأسرة, الإستجابة
- عدد الزيارات: 1949