Skip to main content

فرق توقيت

فرق توقيت

أمس واليوم والغد مكشوفين أمام الله على مستوى واحد، لأن الله خارج حسابات الزمن.

[sexypolling id="98"]

إنها مسألة فرق توقيت، فجوة إدراكية بين ما كان وما سيكون... بين حاضر نتألم فيه وبين الحكمة المختبئة خلف الألم، فغالبا  إذا سمح الله بالألم في حياتنا فلأنه يقصد من وراءه أمور لسنا نعلمها الآن. ربما نظرتنا المحدودة التي لا ترى إلا من خلال الزمن الحاضر هي من جعلتنا لا نعلم حكمة الله من بعض الآلام الآن.

فالجسد والدنيا يحجبون الرؤية المستقبلية فلا نعلم الحكمة من الألم إلا حين تتحقق، وإننا لسنا نعلم الآن الحكمة من بعض ما نمر به من ضيقات لذا نتألم، ولكن حين نعلم وينكشف الغيب أمامنا ويصير حاضر... سنشكر الله على حكمته بما سمح به.

ولو حاول كل منا أن يسترجع بعض الأمور التي كانت تزعجه ويتالم منها يوما ما سيكتشف ومع مرور الوقت أنها لعبت دورا هاما بحياته وبناء شخصيته، تعلم منها وربما تَقَوى بها، وربما فتحت له أبواب لم تكن لتُفتح لولا تلك المشكلة.

فما يؤنسنا ويعزينا حقاً حين التيارات والأمواج التي تعترينا، هي أن نثق أن الله دوما يتمم من الألم مشيئته في حياتنا، وأن "كل ما يُعمل يُعمل للخير".

فالطفل الذي ألقوه في اليم... صار موسى كليم الله، والفرعون الذي نزل البحر بجيوشه هلك...

فلو أن يوسف الصديق لم يٌلقى بالبئر مثلا ولم يعمل بقصر فرعون مصر (العزيز) لظل راعيا للأغنام مع إخوته ولما كان يوما ما أمينا على مخازن مصر.

 ولعلنا هذا ما يطمئن أرواحنا ويجعلنا واثقين بحكمة الله، وعدله، وأنه دوما ما يصنعه يكون خيرا، فالنفس الراضية الواثقة يكشف الله لها أن في كل تجربة يُعِدها الله لمرحلة تكن فيها أنضج وحين تنكشف الحجب وتتحقق الحكمة مما حدث نجد أنفسنا تردد كما قال الكتاب ٢كور:٤ "لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا"

فبعد أن نختبر هذا في حياتنا سنجد أنفسنا تتقبل حكمة الله بكل سلام وطمأنينة نحتمل الألم وننتظرعلى أمل.

النجاح, الرجاء, الزمن, الألم, الأمل, الغيب

  • عدد الزيارات: 1812