لغة العيون... أنقذَتْها
لا أعلم ما كان سيحصل لهذه الفتاة لو لم أُقدِّم لها وسيلةً للمساعدة... كانت "شايلا فريدريك" تقوم بعملها كمضيفة على متن الطائرة،
في رحلة من سياتل إلى سان فرانسيسكو، عندما لاحظتْ فتاة مراهقة ومُشَوَّشَة، ذات شعرٍ مُشَعَّث، "تبدو وكأنها في جحيمٍ حقيقي" كما وصفتها شايلا...
وتقول شايلا، إنَّ التباين بين إبنة الرابعة أو الخامسة عشر، ذات الشعر الدهني الأشقر، وبين الرجل الأنيق المسافر معها، والذي يكبرها بكثير - أطلق لها جرس الإنذار...
وفي حين إتَّخَذَ هذا الرجل الوضع الدفاعي لدى محاولتها التكلّم معهما، لجأتْ شايلا إلى لغة العيون، وحرَّكت شفتيها بإشارةٍ إلى الفتاة "إذهبي إلى الحمّام" حيث وضعتْ شايلا قلماً وورقة...
دخلتْ الفتاة إلى الحمام وكتبتْ: "أُريدُ المساعدة"، عندها قامَتْ شايلا بإخبار طاقم الطائرة عمّا حدث...
كان رجال الشرطة بالإنتظار عند المحطة النهائية بعدما حطَّتْ الطائرة، وعلِمَتْ شايلا قبيل أن تقلع الطائرة من جديد، بأن الفتاة كانت في قبضة عصابة للإتجار بالبشر، وقد تمَّ حجزها قبل شهرين ورغماً عن إرادتها.
حدَثَتْ هذه القصة عام ٢٠١١ على متنAlaska Airlines ، وقد كانت هذه الحادثة مصدر إلهام لشركات الطيران، بحيث بدأتْ هذه الشركات بتدريب طاقمها على كيفيَّة تمييز العلامات الي يتميَّز بها "تجار البشر"، خصوصاً بعد اكتشافهم أنَّ تجار البشر يستعملون شركات الطيران التجارية، كي يبعدوا عنهم الشكوك... وقد إعتمدتْ هذا التدريب أكثر من ٤٠ شركة طيران في الولايات المتحدة... وتشير الإحصاءات إلى أنَّ أكثر من (٢ مليون) شخص يقعون في قبضة تجار البشر سنوياً...
وتقول شايلا: "لا أعلم ما كان سيحصل لهذه الفتاة لو لم أُقدِّم لها وسيلةً للمساعدة... لقد إختَرَقَتْ عيناها روحي... فقد ثَبّٓتَتْ عيناها في عيني، مما جعلني أشعر بأنَّ هناك خطأ ما، وعليَّ أن أُساعد..."
وفيما بعد، إتصلتْ هذه الفتاة ب"شايلا" لتقول لها شكراً، ولتخبرها بأنها أُعيدَتْ إلى عائلتها وهي تخضع للعلاج...
وتقول شايلا: "أريد أن أُخبر الناس بأن ينتبهوا لِما يحيط بهم، خصوصاً في المطارات ومحطات الترانزيت..."
"اللغة الصامتة والصادقة هي لغة العيون، ولا يُخفي صِدقها إلا غطاء الجفون، فيها يُباح ذلك السرُّ المكنون، ويبوحُ القلب بما فيه من أحزانٍ وشجون..."
الخوف, الدفاع, المساعدة, العائلة, الإتجار بالبشر, المطار
- عدد الزيارات: 2094