Skip to main content

نمنحهم أم نمنح أنفسنا

نمنحهم أم نمنح أنفسنا

لعلنا نحتاج إلى وقفة صادقة مع أنفسنا لنفحصها ونعلم ما هو الهدف من عطايانا ولمن ننقدمها، هل للمحتاجين، أم لأنفسنا، أم خالصة لله؟

العطاء شيء جميل، وأجمل ما فيه هو أن نشعر بالآخرين، فيتألم القلب لبؤسهم ويفرح حين نمسح دمعة من عيونهم، ربما ظننا أن هذا أمراً بديهياُ، ولكن حينما نقرأ السطور التالية ربما نستبين أمورا أخرى.

كنت ببيت زميلة لي ولاحظت أنها دوما تغدق على خادماتها، لا تحرمهم من شيء سواء بالملابس والمال والطب والإحتياجات الأخرى، وحين أسالها عن سبب هذا الإغداق عليهم كانت تقول لي... غلابة يستحقون مساعدتنا.

ولكنني لاحظت أن نفس المرأة، مع نفس الخادمات، ترفض عليهن أن يجلسوا بينما هي واقفة، أو أن تمر إحداهن قبلها إن صادفتها بطريق، أو أو  

وحين سألتها عن السبب، قالت لي: هم خدمي وأنا ربة عملهم، فحين أعطيهم يُقبِّلون يدي عرفانا بقدري، ولكن حين تجلس حال وقوفي أو أن تمشي بجانبي، تشعر أنها مثلي...

الحقيقة تعجبت من هذا المنطق، وفكرت كيف قال المسيح "بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم" متى 25: 40، فهل هكذا نفعل معه، وهل هكذا تكون العطايا!

فاكتشفت أنها تعطي ليس لأنها تحبهم، بل لأنها تحب نفسها، تمنح ليس لأن الله أمر بهذا، لكن لتٌشبع نفسها شعورا بالأفضلية، وحين تكبرت لم يكن لأنها كرهتهم، بل لأنها تشبع إحتياجها للتميز وممارسة دور السادة والعبيد.

من فضلك فكري قبل أن تعطي، هل أسدد إحتياجاتهم!! أم أني أٌشبع نقصي!!

(قول معروف ومغفرة خير من صَدَقة يتبعا أذى) البقرة 363.

المساعدة, التعامل, الإحتياج, الصدقة

  • عدد الزيارات: 2688