وضع الميزانيّة
الحرّيّة والميزانيّة لا يبدو أنّهما تتماشيان سويًّا... إنّما هذا ليس صحيحًا... "الميزانيّة"... إنّها تلك الكلمة الّتي أخشاها...
ولكن ما أخافه أكثر هو كلمة "إفلاس"...
جاء موسم المدرسة بسرعة علي... وأنا في حالة هلع... عليّ التّحكّم بالوضع... قبل أن يفلت منّي زمام الأمور..
إنّ فكرة الميزانيّة تخيف البعض... منهم أنا... إنّما قد توصّلت إلى التّفكير بأنّها مجرّد خطّة... عندما أضع الميزانيّة... إذًا أنا أنفق المال "بهدف"... وذلك إستباقًا لبداية الشّهر...
أمّا البعض الآخر من النّاس فإنّهم يرون الميزانيّة وكأنّها سترة ضيّقة... تمنعهم من القيام بما يشاؤون...
برأيهم... الحرّيّة والميزانيّة لا يبدو أنّهما تتماشيان سويًّا... إنّما هذا ليس صحيحًا... بل هذا أبعد ما يمكن عن الحقيقة...
عندما فكّرت بأنّ وضع الميزانيّة هي ببساطة إنفاق المال بهدف مفيد، إختبرت بأنّ هذه الطّريقة تمنحني حرّية في التّصرّف بمالي أكثر من قبل... وكثيرون من النّاس يقولون بأنّهم حصلوا على "الزّيادة" في المال عندما وضعوا خطّة للميزانيّة والتزموا بها...
إنّ الميزانيّة، عزيزتي القارئة، هي ببساطة التّصرّف بمالك بغاية وهدف... أودّ أن أشاركك ببعض الأفكار لوضع ميزانيّة منطقيّة:
1- أعطِ اسمًا لكلّ درهم قبل أن تنفقيه.
2- إذا أنت متزوّجة، فأنت وزوجك تحتاجان أن تضعا الميزانيّة سويًّا... إذا أنت عزباء، حاولي إيجاد شخص يمكنه أو يمكنها أن تلعب دور الشّريك في المحاسبة...
3- يختلف الشّهر عن الآخر... فكّري بالأعياد، الفرص والعطلات، تأمين السّيّارة، العودة إلى المدرسة ومصاريف القرطاسيّة... لذا تأكّدي من تعديل مصاريفك في كلّ شهر.
4- فيما أنت تضعين خطّة المزانيّة، إبدإي بأهم خانة أوّلاً، مثلاً الإحتياجات المنزليّة، المأكل، الملبس، فواتير الـتّأمين، ومن ثمّ أكملي ملء الأمور الأخرى بما تبقّى لديك من مال...
5- إذا وقعت تحت دين، يجب أن يكون التّسديد على رأس اللاّئحة... باشري بتسديد المبالغ الصّغيرة... هذا يشعرك بالرّاحة وبأنّك تتخلّصين من الدّيون بسرعة.
6- لا تتردّدي في إلغاء بعض المصاريف. فإذا كانت ميزانيّتك صغيرة... وفّري بعض المال مثلاً بإلغاء إشتراك إضافي لبعض قنوات التّلفاز... أو اختصري الخروج إلى المطاعم، قومي بالتّبضّع في المحلاّت المعتمدة بعض التّنزيلات... يمكنك التّعويض في الشّهر التّالي...
7- إستخدمي الورقة والقلم... هكذا يمكنك تدوين ميزانيّتك... ومراجعتها لاحقًا...
8- إستخدمي ظرفًا تضعين فيه المال الموزّع على الأمور الّتي عليك دفعها... مثلاً: تضعين مال التبضّع في ظرف مستقلّ... وحين يفرغ الظّرف توقّفي عن التّبضّع... هذا يساعد في تحفيز السّيطرة على الوضع كما يساعدك في تحديد الأولويّات لما تبتاعين..
9- قدّمي المديح لنفسك فيما أنت تقومين بهذا... يمكنك القول: لم يكن شهرًا مثاليًّا... إنّما سيكون كذلك لاحقًا... وأنا على الطّريق السّليم في التّدرّب على هذا...
10- كوني راضية عمّا تقومين به... لديك أكثر بكثير ممّا تظنّين... لا تقارني وضعك بأيّ شخص آخر... إستمرّي بالتّقدّم... وثابري على العمل لمصلحة عائلتك...
إن اتّبعت هذه الطّريقة... ستكونين قدوة حسنة لعائلتك... بل مثالاً يحتذى به... خصوصًا لأولادك، فأنت هكذا تعلّمينهم كي يصبحوا مسؤولين ويعتادون على أسلوب ضبط النّفس.
قدوة, المال, العمل, المدخول, المصروف
- عدد الزيارات: 1943