أرض النفاق
من الممكن أن تكون مجاملاتنا للآخرين عبارة عن أكاذيب! كذبة بيضاء أم سوداء، لربما الإثنتان هما متشابهتان أكثر مما نظن!
بينما كنت أشاهد من أيام الفيلم الكوميدي "أرض النفاق" للفنان فؤاد المهندس،
والتي تدور أحداثه حول حبوب تباع عند أحد الحكماء، منها حبوب الصراحة، وحبوب النفاق، وحبوب التملق... إلخ
وفكرت ماذا لو الجميع أخد من تلك الحبوب الخاصة بالصراحة
ترى ماذا سيكون حالنا؟
الحقيقة أن الكذب يخترق الكثير من نواحي حياتنا ويغير من مسمياته ما بين كذب أبيض وبين مجاملات أو حتى تسيير أمور... حتى أنه يوجد مثل شعبي يقول: "الكذب ملح الرجال"! ولكن الكذب هو الكذب، أي عدم قول الحقيقة لأي سبب كان. ويقول التلميذ يوحنا عن لسان عيسى المسيح، الشيطان "كذاب وأبو الكذّاب" من إنجيل يوحنا إصحاح 8 الاية 44.
ليعلن لنا أن مجرد كذبنا فنحن نعلن إنتماءنا لهذا الكاذب الأكبر"الشيطان".
يقول أحد الشعراء أن معظم النار من مستصغر الشرر، وكما أن أغلب النار من مستصغر الشرر
فكذلك معظم الخطايا تبدأ بكذبة صغيرة عرجاء.
وأن تلك العرجاء تقودنا وتسحبنا خلفها إلى سلسلة من الخطايا الأخرى لتغطية الكذبة الأولى. وكأننا سلمنا قيادة أمورنا بيد الكذبة الأولى العرجاء التي تستنبط العديد من الكذبات الأخرى من بعدها. والشيطان يتحين الفرصة كي يوقعنا بالمزيد، حتى نصاب بشبه شلل روحي وتسقط ضمائرنا وإنسانيتنا.
يقول القرآن في سورة النور 24 "يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان". والشيطان من سماته أن يغير الحقائق ويزينها أو يلبسها أثواب وأسماء أخرى، فلنحترز مما نسميه صغائر الأمور.
إذا لنتحصن بالله القادر أن يخاطب ضمائرنا بالحق ونستعن به لمواجهة ميولنا إلى الكذب من أجل إنقاذ أنفسنا من المواقف الحرجة أو من مواجهة عواقب لأعمالنا، واثقين بأن الله غفور رحيم ويقدر أن يساعدنا على تخطي المواقف الصعبة ويقدر أيضا أن يغيير قلوبنا. وإذا تحصنا بالله، نقدر أن نواجه من يحاول الإيقاع بنا في شرك الكذب.
الكذب, الخطية, الحق, الغفران, الشيطان, الضمير, الصراحة
- عدد الزيارات: 2131