Skip to main content

الكلام المعسول

آنستي ....لا تنجرفي وراء الكلام المعسول...  

...تجربة مريرة.....أحبّته..... ولم تعرفه... سمعته..... ولم تره...

"همس بأذنها أعذب كلمات الحب

آنستي ....لا تنجرفي وراء الكلام المعسول...  

...تجربة مريرة.....أحبّته..... ولم تعرفه... سمعته..... ولم تره...

"همس بأذنها أعذب كلمات الحب ...."كلماتٍ ليست كالكلمات-

ولم تقــّرعينها بمرآه..... على مبدأ  "الأذنُ تعشق قبل العين" أحيانا 

 بريقٌ لمع بعينيها ، توردت وجنتاها ورقص ثوبها تناغماً مع رنين الهاتف ،اهتزت يدها وكادت أن تهوي السماعة. افـتـّر ثغرها الجميل على ابتسامة عريضة  كشفت اللآليء المرصعة وكادت أن تحكي الشفاه..... لكن فضولي تدخل وتطاول وسأل:هل هناك شيء ما تريدين التحدث عنه؟؟؟؟ قالت: ليس بعد يا أماه عندما يحين الوقت سأبوح لك ولن أخفي .........

          

هذه المرة الهاتف لي شخصياً: من؟ أنا فلان قريبك الذي لم ترينه منذ خمسة عشر سنة  أنا الدكتور ........من بلد اوروبي وأنا غني وعندي....................وأنا أحب ابنتك وأريدها بشدة ، وأريد أن أطلب يدها منك شخصياً لكن خارج بلدك... اختاري أنت المكان لنلتقي ونحكي عن القديم ونضحك للجديد ونرتب للمستقبل الواعد......  فهمت..... أجل ، هذا هو الحب الذي ألهب قلب ابنتي وصنع منها فراشةً رائعة الألوان.

  ابنتي أنا  ؟ أنت لم ترها ولم تعرفها كيف هذا؟ لقد وضعتني بحيرة من أمري.... كيف.... متى.... لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟

 جهزت حقيبتي للسفر الى قبرص لرؤية قريبي  الذي قاربت على نسيانه .... والتقينا وكانت ابنتي محور الحديث . ثم الماضي الأليم ووفاة زوجي  وهموم الحياة والدراسة والعمل ووووووووووووووو

وتوقف هنا وسأل : ما رأيك أن أعفيك من هم شهادة ابنتك وآخذها لفرنسا وتكمل هناك؟

وكانت ابنتي في منتصف السنة الرابعة في كلية الصيدلة دون منازع وقدمها على اعتاب سنة التخرج.  نهضتُ من مكاني مذعورة.....  ماذا؟؟  لا.....  مستحيل.... أبوها أوصى <لا أحد يخرج من بيتك دون شهادة> وكان الحوار عقيماً...  يسوده الغضب... والرفض... والخوف....ليأتي جوابه كصفعة على وجهي .... نحن راشدان  ونعمل ما نريد!!!

 قلت لنرى ، لكن في عمق قلبي  خوفٌ ورعبٌ ماذا يـَحيك هذا في غيابي ؟؟؟؟؟؟؟؟

  

ولدى عودتي بادرتني ابنتي بطوفان من الأسئلة كيف وجدته يا أمي ؟؟؟

 الجواب: ناجح في عمله... وسيم... وغني.... لكنه قاسٍ وعنده كبرياء...وبخيل...

  قالت: لا يا أماه هذا انطباعك أنت!

 وأنت لم تحبيه . أهكذا قال ؟؟؟؟؟؟؟؟

 

 وابتدأت مسيرة المشاحنات....

  تريد ترك الجامعة وتكمل دراسايها في اوروبا... وأنا موقنة أنه لن تتسنى لها هذه الفرصة . وبعد عناء مرير اتفقنا أن يتم الزواج في منتصف السنة الخامسة.... حيث سيبقى للتخرج ثلاثة أشهر لن تفرط بها .

   رتبا أن  يلتقيا في ايطاليا...للتعارف .... أسبوعان  كانا كفيلان أن يريها كل شيء برّاق..... لكن ليس كل ما يلمع ذهبا!! أراها الكرم ...اللطف ...الحنان.... الشوق ....حـدّث ولا حرج..... وعادت لتلومني على شهادتي وانطباعي .

       

دقت الساعة معلنة وقت الزفاف ودقت الأجراس في لارنكا منادية اليوم الزفاف.....

وتجمع الأهل والاصحاب من كل انحاء العالم. .... واتسع قلب قبرص  ليحتوي هذا الكم الهائل من الحضور ليشهدوا على فرح ابنتي الغالية الحبيبة.

  كان الفرح بسيطاً لائقاً وهادئاً.....وعدنا لبلدنا وأكملت ابنتي السنة الدراسية بامتياز ....ورتبت أمورها للسفر لبلد الأحلام  ..........

   .... لكن ......أحلامها ارتطمت بأرض الواقع ، وتوقعاتها باتت هباءً منثوراً ، والأزهار التي حسبت أنها ستسير عليها أصبحت أشواكاً  تدمي قدميها ....

عنده سيدة مساكنة.... وعندها إبنة.... وهي دكتورة معه بالمستشفى ملازمة له ....

  

ابنتي كانت قد ارتبطت بالدراسة للماسترز....بفرنسا وهذا قدرها ....فماذا ستفعل؟؟ قبلت بالأمر الواقع... لتنهي دراستها ....فعضت على الجرح.... وتابعت  حياتها.... سـمٌ ....معاناة...وألم.... ووحدة.... وقهر.... ومضايقات....

 لكن هدفها  يستحق العناء......   

نجحت ابنتي وأدهشت الجميع....

وحان وقت ترتيب هذه الفوضى ودار النقاش :

أنا لا ديني ... ولا أخلاقي.... ولا ايماني...  ولا قناعتي .....تقبل بأن يشارني أحد حياتي الخاصة..... والفراش ....والوقت... والمصروف... والحياة...

لا هذا مستحيل واسمه: زنى بامتياز.....وأنا أرفض هذا الوضع .

الجواب : هذه حياتي اقبليها أو ارفضيها هذه مشكلتك ........

والخزي بفرنسا  أن المحكمة لاتقضي بالانفصال كون الزوج له علاقة خارج نطاق الزواج . هذه مسألة شخصية ..........

وكان سؤالاً واحداً لا غير هل تريدان بعضكما ؟؟؟؟؟؟؟؟ ونظر كل واحدٍ للآخر وكان الجواب العلقمي لالالالالا

     

 ابنتي لم تكن تعمل بعد وليس لديها مكان  للسكن . لكن الكنيسة التي هي عضوٌ فيها احتوتها وفتحت قلبها لها وضمتها وأمـّنت لها البيت والعمل القريب من البيت صيدلانية في مستشفى معروف ومهم... .

   الأزمات... والمآزق.... والألم... كلها تفرز وتصنع شخصيةً قياديةً صلبةً.... الجوع والغربة والوحدة..... صاغوا  منها لوحةً مميزة ....

الوانها تحكي... وتقول من الهمس ما يُسمع ومن الأنين ما يُفرح

وشخصيتها القيادية..... تأبى الوسطية.....

   

هدفي من المشاركة بقصة ابنتي :

 أن تتعظوا....... وتروووووووا........ ولا تنجرفوا وراء الكلام المعسول ....  

ولا تجعلوا من آذانكم مكباً لنفايات الآخرين......لأنه........        

 يعطيك من طرف اللسان حلاوةً          ويروغ منك كما يروغ الثعلب

الكلام المعسول, ثعلب

  • عدد الزيارات: 6651