تقييم الذكاء العاطفي
عندما يتمتَّع الإنسان بالذكاء العاطفي، تمر الحياة بكثيرٍ من السلاسة ما الذي يجعل من بعض الناس أكثر نجاحاً من غيرهم في حياتهم وعملهم؟
الذكاء وأخلاقيات العمل مهمّان، لكنهما لا يكفيان هنا... إنَّ "ذكاءنا العاطفي" والطريقة التي ندير بها إحساسنا، واللذان هما ملْكاً لنا، كلاهما يلعبان دوراً حاسماً في تحديد طريق نجاحنا وسعادتنا...
كما أنَّ طريقة التفاعل التي نتَّبعها في تنظيم عواطفنا، تُحدِّد تقريباً التداعيات في كل جانب من جوانب حياتنا... وهذا ما يُفسِّر إلى حدٍ كبير قابلية الشخص للحياة السلبية بشكلٍ فعّال.
فإن كنتِ تتمتعين بقدرٍ من "الذكاء العاطفي"، فهذا يعني أنكِ تتمتعين بالثقة وبحُسن الأداء في نطاق عملكِ، والتكيّف مع الظروف، ولديك المرونة الكافية، كما أنكِ تتعافين بسرعة من حالات الإجهاد والضغط.
وفي هذا السياق يقول أحد الفلاسفة " عندما يتمتَّع الإنسان بالذكاء العاطفي، تمر الحياة بكثيرٍ من السلاسة".
إنَّ مكوِّنات الذكاء العاطفي تتلخَّص في خمسة أشياء كما يقول الفيلسوف دانيال غولمان وهي:
·الوعي الذاتي
·التنظيم الذاتي
·المهارات الإجتماعيّٓة
·التعاطف
الحافز أو المُحرِّك.
قد نكون أقوياء في بعضٍ من هذه الدوائر، وربما تنقصنا القوة في دوائر أخرى... لكن من دون شك، فجميعنا لدينا القدرة لتحسين وتطوير إحدى هذه المكوِّنات.
ولكي تقومي بتقييم ""ذكاءكِ العاطفي" لا بدّ لكِ من إختبار ذاتك، وإليكِ هذه الأمثلة:
أنتِ فضولية تجاه الأشخاص الذين لا تعرفينهم من قبل، وتحبين أن تجتمعي بهم وتعمدي إلى توجيه الكثير من الأسئلة إليهم بهدف مساعدتهم... هذا يعني أنَّ لديكِ درجة معيَّنة من "التعاطف" والتي هي إحدى مكوِّنات الذكاء العاطفي.
أنتِ تعلمين جيِّداً نقاط قوَّتكِ ونقاط ضعفكِ أيضاً.
أن تكوني صادقة مع نفسكِ ولديكِ "الوعي الذاتي" لكي تعرفي ذاتكِ وأين يمكنكِ التفوّق أو عدمه، وأنت تتقبَّلي هذا الواقع، فهذا جزءٌ أساسي ومهم هنا... والشخص الذي يتمتَّع بالذكاء العاطفي يعرف كيف يُحدِّد مناطق قوته ومناطق ضعفه، ويحدِّد كيفية عمله ضمن هذا الإطار.
أنتِ تُتقنين فن الإصغاء.
هل تعانين من تشتّت الذهن لأتفه الأشياء؟ إن كان الجواب إيجابياً، فهذا يمنعكِ من التركيز!... إنَّ الحضور الذهني سواء مع ذواتنا أو مع الآخرين له التأثير الكبير في تطوير الوعي الذاتي والعلاقات القوية.
عندما تكونين مضطربة أو منفعلة... أنتِ تعلمين تماماً ما هو السبب.
جميعنا واجهنا كمّاً هائلاً من التقلبات العاطفية، وفي معظم الأوقات لا نعرف السبب الذي يقودنا إلى الغضب والحزن. لكن الجانب المهم في دائرة الوعي الذاتي هو قابليَّة تمييز السبب الذي أدى إلى الشعور بهذا الإضطراب.
بإمكانكِ أن تسلكي وتتكيَّفي مع معظم الأشخاص.
إنَّ تحقيق علاقات جيِّدة ومثمرة – علامة من علامات الذكاء العاطفي.
أنتِ تهتمّين بعمق أن تكوني إنسانة تتمتَّع بأخلاقيات جيِّدة.
إنَّ هويّتنا الأخلاقيَّة هي جانب مهم من جوانب الذكاء العاطفي، فإن كانت لديكِ هذه الإهتمامات، فأنتِ على درجةٍ عالية من هذا الذكاء.
لديكِ الميل لمساعدة الآخرين.
هذه العادة التي تجعلكِ تلتفتين لمساعدة الآخرين، تعرض مدى ذكاءكِ العاطفي. فنحن في معظم الأحيان ننشغل بأنفسنا ولا نهتمٌ أو ننشغل بالآخرين.
أنتِ تجيدين قراءة تعابير الوجه عند الآخرين.
أن تكوني قادرة على تحسّس ما يشعر به الآخرون، فتلك علامةٌ جيِّدة من علامات الذكاء العاطفي.
بإمكانكِ النهوض بعد التعرّض للسقوط.
إنَّ كيفيَّة تعاملكِ مع النكسات، يقول الكثير عن من أنتِ. وعندما يختبر صاحب الذكاء العاطفي الفشل أو السقوط، فإنه سريعاً ما يعود للنهوض. وجزءٌ كبيرٌ من هذا هو بسبب القدرة على التغلُّب على المشاعر السلبيَّة من دون السماح لها بالخروج عن نطاق السيطرة. وهذا يوفِّر درجةً أعلى من المرونة.
أنتِ تعرفين متى تقولي "لا".
التنظيم الذاتي، كما ذكرنا في البداية هو أحد عناصر الذكاء العاطفي، وهذا يعني أنكِ تستطيعين ضبط نفسكِ وتدريبها على تجنّب العادات الغير صحيَّة. فالأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي، هم مجهَّزون بشكلْ عام على تحمّل الإجهاد (وهي عادة سيِّئة لكثيرين منا)، كما أنهم يتمتعون بقدرة السيطرة على نزواتهم.
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أتمنى لكِ يوماً سعيداً، تتغلبين فيه على كل ما يعكِّر صفوكِ وسلامكِ!!
الحياة, الثقة, الإنسان, الذكاء, الإصغاء , الذكاء العاطفي
- عدد الزيارات: 3570