المنقار المكسور
عندما أصبح ضحية لسوء المعاملة... عندما يتعلَّق الأمر باختيارنا "للأشخاصٍ الصالحين" هل نشعر بأنَّ لدينا "منقاراً مكسوراً؟"
فبعد التعرّض للإعتداء أو الخداع، أو يُكْذَبُ علينا... وعندما نتعرَّض للإهمال والإهانات المتكرِّرة والتخويف من قِبَل أشخاصٍ آخرين، فإنَّ أهم شيءٍ نفقده هو "الشعور بالثقة."
وكوننا أصبحنا ضحايا لسوء المعاملة، فإننا نعترف بأننا لم نعُد قادرين على وضع ثقتنا بأحد، حتى ولو كان أحد الوالدين أو الأقارب أو أحد من الرجال أو النساء، المعلِّمين أو القادة، الزوج أو أحدٍ من الزملاء، حتى إننا في بعض الأحيان نفقد ثقتنا بالدِّين وبالله.
لكنَّ الأهم من ذلك كله أننا نفقد الثقة "بأنفسنا." والشخص الذي يتعرَّض "للعنف" وأنواعه المتعدِّدة، يفقد الثقة بنفسه، حتى ولو بدا ظاهريّاً أن لديه الثقة "بنفسه فقط." وقد سمِعْتُ هذه العبارة من كثيرين:"أظن أنَّ لديَّ مِنقاراً مكسوراً" ولا أستطيع أن أختار الشخص الصالح لكي أثق به. لقد فقدتُ الثقة بنفسي...
وفي اللحظة التي نتعرَّض بها لسوء المعاملة، نبدأ في اللحظة ذاتها بالسعي لإيجاد "المأوى النفسي." تلك الطريقة النموذجية التي إن اتّبعناها نظن أننا سنتفادى الألم فيما بعد.
لكن مهلاً... فالتفتيش عن "المأوى النفسي" أو الشخص الموثوق به، أمرٌ جيِّد؛ لكن الأهم في هذه المرحلة هو استعادة "الثقة بالنفس" من خلال النظر إلى الذات بإيجابية تامّة، بعيداً عن الوقوع تحت وطأة الشعور بالسلبية والتردد وعدم الإطمئنان؛ ذلك لأن الإسراع في التفتيش هو بداية مرحلة الفشل الثانية.
والثقة بالنفس لا تعني الغرور أو التكبّر، وإنما هي الإطمئنان إلى إمكانية تحقيق النجاح، ذلك لأن الإمكانيات التي وهبها الله للإنسان ما زالت موجودة لديه.
وهذه الإمكانيات تتمثّل بأشياء كثيرة، منها الذكاء، قوَّة الإرادة، الشعور بالمسؤولية، الإندفاع نحو تحقيق الهدف وغيرها...
ونحن نحتاج إلى إضافة أمور أخرى علينا أن نحقِّقها من أجل تدعيم "الثقة بالنفس."
وهذه الأمور تتحقَّق من خلال الثقافة على الصعيدين، الذهني والعِلمي، واستبدال العادات السيِّئة بعادات حَسَنَة، تنظيم الوقت وعدم إهداره بدون فائدة، ألعمل الخلوق، والتفكير الإيجابي...
إنَّ أوَّل ثمار الثقة بالنفس، هي...
التعبير عن أفكارنا بحرية تامّة ومن دون خوفٍ من الإنتقاد...
يلي ذلك...
تخطّي العيوب والنواقص التي قد تكون لدينا، وعدم التركيز عليها...
فالثقة بالنفس هي إحساس الشخص بقيمة نفسه، وهي تنبع من الذات، ولا شأن لها بمحيط الإنسان.
النجاح, الهدف, الخداع, الثقة بالنفس, الإرادة, الألم, الصالح
- عدد الزيارات: 2984