Skip to main content

قساة الرقبة

قساة الرقبة

وكيف بجب أن تكون ردَّة فعلنا تجاه الأشخاص السَّيئين؟ وهل هناك فرقٌ بين الأشخاص السَّيئين والأشخاص ذات الشخصية الصعبة والصلبة؟

كثير من الأحيان، نحن نواجه حالات لا نعرف حقيقةً كيفيَّة التعامل معها...

وإن سألنا آراء الناس حول الموضوع، فإننا سنتلقّى نصائح متضاربة...

لكنَّ السؤال المحيِّر هو، أين أذهب لأعرف حقيقة الأمر؟

وكيف بجب أن تكون ردَّة فعلنا تجاه الأشخاص السَّيئين؟ 

وهل هناك فرقٌ بين الأشخاص السَّيئين والأشخاص ذات الشخصية الصعبة والصلبة؟
حسناً، إذا فكَّرنا قليلاً و نظرنا إلى نفوسنا بصدقٍ وبعمقٍ أكثر، سوف نكتشف بأننا نحن سيِّئون أيضاً... وكل شخصٍ لديه نوع معيَّن من السوء... لكن ليس كل شخص هو صعب ولا يتمتَّع بالمرونة، أو إنَّه لا يقوم بأي خطوةٍ إيجابية لحلِّ الصراع. 

إنَّ الله لا يُصدِر حكمه على الأشخاص السيِّئين، لكنَّه يفعل ما بوسعه لكي يخلِّصهم بما فيهم "أنا"... لكنَّه يُصدر حكمه على قساة القلوب.

إنَّ قصص الكتاب المقدَّس تكلِّمنا عن السيِّد المسيح، وكيف كان يصِلْ إلى الأشخاص المنبوذين...

لكنَّه كان يغضب من قساة القلوب و"الرقاب". 

في سفر أعمال الرسل ٧: ٥١ و ٥٢ يقول:

"يا قُساة الرقاب... أنتم دائماً تقاومون الروح القدس. كما كان آباؤكم كذلك أنتم. أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البارّ الذي أنتم صرتم مُسلِّميه وقاتليه".

وفي إنجيل متى يقول السيِّد المسيح لهؤلاء الذين يظنون أنفسهم أنَّهم أصَّحاء وأبرار:

"فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الأصِّحاء إلى طبيب بل المرضى. فاذهبوا وتعلَّموا ما هو. إنِّي أُريد رحمةً لا ذبيحة. لأني لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة". متى٩: ١٢و ١٣

وكان السيِّد المسيح يُبَكِّت هؤلاء الأشخاص (اليهود المتدينين آنذاك)، ويحدِّثهم بأمثال، علَّهم يفهمون ويرجعون عن قساوة قلوبهم.

نذكر على سبيل المثال هذه القصة التي أخبرها السيد المسيح عن هؤلاء القوم، فقال:

"وقال لقومٍ واثقين بأنفسهم أنَّهم أبرار ويحتقرون الآخرين هذا المَثَل... إنسانان صعِدا إلى الهيكل ليُصلِّيا، واحدٌ فِرّيسي والآخر عشّار. أما الفرّيسي فوقف يُصلّي في نفسه هكذا: أللهمَّ أنا أشكرك أني لستُ مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشّار. أصوم مرّتين في الأسبوع وأُعَشِّر كُلَّ ما أقتنيه. وأما العشّار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه  نحو السماء. بل قَرَعَ على صدره قائلاً: أللهمَّ ارحمني أنا الخاطىء. أقول لكم إنَّ هذا "العشّار" نزل إلى بيته مُبَرَّر اً دون ذاك "الفرّيسي". لأنَّ كل من يرفع نفسه يتَّضع ومن يضَعْ نفسه يرتفع". لوقا ١٨: ٩

وعلى العموم فإننا نحاول دائماً أن نعطي الإنطباع الخطأ عن ذواتنا بأننا أشخاص صالحين، ونحاول جاهدين لكي ننال رضى وإستحسان الآخرين... لكننا نفشل معظم الأحيان...

كما قلنا في البداية بأننا جميعاً أردياء ونحتاج رحمةً لنفوسنا، لكي نستطيع أن نرحم الآخرين...

أليسَ هذا صحيحاً؟

وإن كُنا ندينهم فنحن ندين أنفسنا من دون أن ندري!!

نصائح, الناس, القصة, الصلب, الشخصية الصعبة

  • عدد الزيارات: 2647