غرفة المرايات

إننا نحتاج بين الحين والآخر أن نقف أمام المرآة ونرى أنفسنا من خلال مرآة حق. نرى أنفسنا في عين من المحب الصادق.

إعتدت أن أذهب مع إبنتي كل عُطلة إلى ملاهي الأطفال كي نستمتع باجازة مرحة. ومن الأشياء التي نراها في ملاهى الأطفال غرفة تسمى غُرفة ...المرايات، تتكون تلك الغرفة بأنواع عديدة من المرايا، منها المحدبة قليلا والمحدبه جدا والمقعرة والمستوية والمكبرة و... و... و

وكل مرآة تُظهرنا بصورة مختلفة،

فمنها من يظهرنا طوال القامة جدا

أو نبدو أكثر بدانة أو أكثر قصراً،

المهم انها لا تظهر حقيقتنا، فنظل نضحك... بينما نتنقل من مرآة إلى أخرى...

ولكن عادة يوضع مرآة حقيقية في نهاية تلك الغرفة، فنرى أنفسنا على حقيقتها.

وهذا هو حالنا خارج الملاهي أيضا...

فالبعض يُثنى علينا بشكل مبالغ،

والبعض يرانا فاشلين،

وآخرين يروننا غير نافعين،

ولكن أين مرآتنا الحقيقية التي ينبغى أن نتوقف عندها في النهاية لنرى أنفسنا على حقيقتها؟

هناك مرآة حق نرى فيها قيمتنا ومن نحن... مثلا...

من جهة الحب... يقول الله " وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ" ار31:3

من جهة إستحقاقنا لتلك المحبة... يقول الله "الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ"رو 3:23.

من جهة القوة... يقول الله" لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود " زك 4: 6

من جهة القلب... يقول الله "لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا" متى21:6...

إن القلب هو أهم عضو فينا، لذا ينبغى أن نعرف من الذي يشغل قلبنا بالمقام الأول،

بيوتنا؟! وظيفتنا؟ أبنائنا؟، أم غيرها؟

يجب أن نسلم قلوبنا لله ونعلم أننا محبوبين... وهو سيعمل فينا،

سنحول عاداتنا إلى عبادة،

نُحب أُسرنا، ليس لأنهم يستحقوا هذا فقط، بل لان الله اوصانا على هذا،

وان نعمل بأمانة " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" حديث،

وأن نرى أنفسنا ومن حولنا بعين الله وليس بأعيننا نحن، فعين الله رحيمة، تشفى وتجدد وتغير كل شيء للأفضل.

رأيهن