وقـت مع الله

أخبرني كيف تقضي وقتك، فأخبرك من أنت. مقولة أعجبتني وحاولت أن أتعرّف بنفسي من خلالها. هل أخذت برهة من وقتك لتعلم من أنت؟

أمسكت أجندتي وقسمت 24 سطر، حتى أعلم ما هي أولويات حياتي الحقيقية، فاكتشفت أنني أقضي ما يقرب من ثلث اليوم بالسرير، وثماني ساعات بالعمل، وحوالي أربع ساعات في اليوم بترتيب البيت وإعداد الطعام، وما يقرب من 3 ساعات، أشاهد التلفاز، وكانت المفاجأة أنه لم يبق من اليوم إلا ساعة، لمن سأمنحها؟ أولادي أم زوجي أم الله أم ...؟!

ثم أدركت أنني أهدرت الأهم من أجل المهم، كل ما فات هام ولكن الأكثر أهمية هو علاقتي بالله.

حينما نجلس مع الله فهو يعطينا كل ما نحتاجه وأكثر، فهو القائل "لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر" فيلبي 6:4

ربما علينا أن نعلم كيف نجلس مع الله في خضم كل هذه الإنشغالات.

أن نكون في حالة تبعية كاملة لله حتى ونحن في العمل أو على الطريق، أن نقدم كل ما نقدم من أجل الله، أن نحول كل عادة في حياتنا ألى عبادة، أن نبكر إلى الله ونسرع إليه، فنبدأ معه وننتهي إليه.

يقول القرآن عن موسى حين ذهب لملاقاة الله أنه قال "وعجلت إليك رب لترضى" طه 34، ما أجمل أن نعطي الله باكورة يومنا.

قبل أن نخرج من بيوتنا نتأكد دائما من أن هاتفنا مشحون كفاية، فهلا إلتصقنا بالله وجلسنا وقت للصلاة معه حتى تمتليء بطارية احتمالنا وعطائنا منه قبل أي شيء...؟!، "ومن ملئه نحن جميعا أخذنا. ونعمة فوق نعمة".يو 16:1