Skip to main content

النجاح

النجاح

النجاح رحلة حياة. أن تعرف مقصدك في الحياة أين أنت وإلى أين ذاهب وما هي رؤيتك. النجاح كلمة تدغدغ آذان سامعيها، وتلهب مشاعرهم،

فتشحذ عزائمهم ليفَعِلوا إمكانياتهم ويتفاعلوا مع المعطيات المتاحة ويوظفوها في مسيرتهم نحو تحقيق النجاح على كافة الصعد.

يبدو أنَّ معظم الناس يكتفون بأن يدعوا الحياة تسيِّرهم كما يحلو لها، غير أنَّ عدداً قليلاً منهم يُقررون ماذا يجري لهم في الحياة، فلا يكفي مجرد البقاء على قيد الحياة، بل يجب رسم خريطة الطريق لرحلة تقود إلى النجاح، ومن ثمّ تتبوأُ المراكز القيادية، وأعظم طاقة هي طاقة التفكير المبني على الإمكانيات، فإن كان حلمك قد أتاك من عند الله فما عليك إلاّ أن تُعمل هذه الطاقة  لتبلغَ هدفك.

 إذن العثور على الحلم والهدف، ثم يتملكك ذلك الحلم وتسعى إلى تحقيقه بأقصى إمكانياتك، وفي سياق ذلك تُحسن حياة الآخرين، بطريقة إيجابية وتجديدية، وبالتالي يبدأ هؤلاء يَجِدون طاقة حلم،ويحوزون خريطة رحلة ناجحة في الحياة.

نماذج لناجحين (ذكاء ألبرت اينشتاين، قدرة مايكل جوردن الرياضية، لباقة جاكلين كنيدي ورباطة جأشها، خيال والت دزني وقلب الأم تريزا.)

النجاح ليس الظهور بمظهر شحص آخر لسنا إياه، كأن نسعى لنكون صورة طبق الأصل من هؤلاء، إن هذا لن يجعلك ناجحاً. أنت متفرد، كيان متميز،

الغنى وحيازة المال وتكديس الثروات مفهوم خاطئ للنجاح لأنه لا يؤتِ الرضى مثال واضح والملك سليمان، كم جمع من المال واقتنى المباهج لكنه وجدها قبض الريح. المليونير أُناسيس اليوناني مات شيخاً طاعنا حزينا على فقدان أبنه أدرك أن المال لا يقابل النجاح وهو عديم الأهمية مقارنة بالنجاح.

لكن هل مقياس النجاح هو مدى سعادتك بما تملك فإذا جعلت السعادة هدفك من المؤكد أن مصيرك سيكون الفشل، وتنقلب من كونك ناجحاً إلى فاشلٍ، لأن الحياة غير يقينية، والمشاعر ليست ثابتة، ولا يمكن التعويل ببساطة على السعادة باعتبارها معيار النجاح، ثم هل إمتلاكك مقتنيات فاخرة كسيارة فاخرة أو فيلا مع مسبح وحدائق ويخت وقصر للشتاء؟ فالممتلكات في أحسن الأحوال علاجٌ وقتيٌ ولا يُقتنى به النجاح.

هل مقياس النجاح النفوذ، غالباً ما يكون علاجاً مؤقتاً للإكتئاب، لأن السلطة المطلقة تُفسد إفساداً مطلقاً فإذا شئت أن تختبر خُلُق رجلٍ ما فاعطه سلطة، فالنفوذ إمتحان للأخلاق، فالسلطة في يد رجلٍ مستقيم تأتي بخير عميم، أما في يد الطاغية فإنها تسبب دماراًرهيباً إذاً ليس النفوذ والسلطة يقود للنجاح

فالإنجاز والوصول للهدف لا يضمن النجاح تأمل ماجرى لمايكل جوردن، لأن النجاح ليس لائحة أهداف نشطبها واحد تلو الآخر،

النجاح رحلة حياة. أن تعرف مقصدك في الحياة أين أنت وإلى أين ذاهب وما هي رؤيتك.

النجاح أن ترتقي لأقصى إمكانياتك ثم

النجاح هو أن تزرع بذور تفيد الآخرين. فلن تُعدم فرصةً لمساعدة الآخرين. فإنك حين تنظر إلى النجاح على أنه رحلة، لن تواجه مشكلة في الوصول إلى مقصد نهائي، ولن تجد نفسك البتة في وضعٍ تكون فيه قد أحرزت هدفاً نهائياً كي تكتشف أنك ما تزال غير راضٍ لتفتش عن شيء آخر تقوم به.

فلحظة تنعطف نحو الإهتداء إلى مقصدك والإرتقاء إلى إمكانياتك القصوى ومساعدة الآخرين لحظتئذٍ يكون النجاح شيئاً تنعم به الآن، لاشيئاً ترجو على نحوٍ غامضٍ تبلغه ذات يوم.

لنلق نظرةً على كل وجهٍ من أوجه النجاح هذه.

1-معرفة مقصدك، إن كنت لا تحاول باجتهاد أن تكتشف مقصدك، ستقضي حياتك وأنت تقوم بالأمور غير الصحيحة. مثلاً عمَّ أبحث؟ لماذا خُلقت؟ هل أثق بإمكانياتي؟ متى بدأ؟

2-الثروة والشهرة والمنصب والنفوذ كلها ليست معايير للنجاح، فمعيار النجاح هو النسبة بين ما كان ممكناً أن نكونه وما قد صرناه، وبعبارة أخرى أن النجاح يأتي نتيجةً لارتقائنا إلى إمكانيا، القصوى لأن إمكانياتنا هي عطية الله لنا وما نفعله به هو عطيتنا له، ونحن نستطيع أن نفعل أي شي لكن ليس كل شيء

3-متى أبدأ؟ الجواب هو الآن. بعض الناس يعيشون حياتهم يوماً بيوم، سامحين للآخرين أن يملوا عليهم ما يفعلون، وكيف ولا يحاولوا كشف غايتهم الحقيقية التي لأجلها يعيشون. وآخرون يعرفون غايتهم إلاّ أنهم لا يتصرفون على أساسها، فهم ينتظرون إلهاماً أو إذناً للمباشرة وعليه فالجواب  إبدأ الآن. قال فورد: ليس بين الأحياء إنسان غير قادرٍ على القيام بأكثر مما يظن انه يستطيعه. وإليك أربع -مبادئ لتضع قدميك على طريق الارتقاء إلى أقصى قدراتك.1-

4-ركز على الهدف الرئيس: ما من امرأة بلغت أقصى إمكانياتها بتشتيت ذاتها في عشرين إتجاه. فبلوغك أقصى إمكانياتك، يقتضي التركيز لتكتشف مقصدك، وما أن تقرر أين تركز حتى ينبغي لك أن تقرر عما أنت مستعدٌ أن تتخلى عنه كي تفعل ذلك، وهذا أمرٌ حيويٌ وحاسمٌ، فلا يمكن أن يحصل نجاح بغير تضحية  فالأمران يسيران يداً بيد.

5-ركز على التنمية: تقدم ونمِ ذاتك بكل الطرق ويوماً بيوم. إن التزام التمنمية الدائمة، هو مفتاح بلوغك أقصى إمكانياتك وإحرازك النجاح، ويمكنك كل يوم أن تصير أفضل قليلا مما كنت عليه بالأمس، وذلك يقربك خطوة واحدة من بلوغك أقصى إمكانياتك، ولسوف تجد أيضاً أن ما تحصل عليه نتيجة لنموك، ليس على نحوٍ وثيق مهماً بمقدار ما تصير إليه في أثناء مسيرتك.

6-إنسَ الماضي. الماضي مسألة ميتة،ولا تُكسب أي زخمٍ في تحركنا نحو الغد، فإن كنا نجر الماضي وراءنا فالماضي سيسحبنا للخلف، لكن نسيانه والنظر للمستقبل يرفعك ويرتقي بك. وليكن شعارك، يوم أمس انتهى ليلة البارحة، ربما يكون لك ماضٍ صعب وفيه أخطاء كثيرة وحافل بالعقبات. فما عليك إلاّ أن تشق طريقك وسط ركام ماضيك وتمضي إلى الأمام بعيون شاخصة لمستقبلٍ واعدٍ. فالنجاح لا يُقاس بالمركز الذي بلغه المرء في الحياة بقدر ما يُقاس بالعقبات التي ذللها في طريقه للنجاح. فكر في هيلن كيلر التي فقدت بصرها في الطفولة، لكنها قهرت إعاقتها الحادة وتخرجت من كلية راد كليف، وأصبحت مؤلفة ومحاضرة مميزة، ونصيرة للمكفوفين. ثم فرانكلين روزفيلت والموسيقار بتهوفن لقد فقد سمعه في آخر السيمفونية ولم يثنه هذا بل تابع، وآخرون كثر قهروا المآسي وأغلاط الماضي كي يسعوا إلى بلوغ أقصى إمكانياتهم.

7-ركز على المستقبل لأنه المكان الوحيد الذي يجب أن نمضي إليه، وكما يقول المثل الأسباني: من لا ينظر الى الأمام يبقى وراء الآخرين.

8-إزرع بذور تفيد الآخرين، قيل إننا نكسب عيشنا بما نحصل عليه ولكننا نعيش حياتنا حقاً بما نعطيه، لأنه بغير هذا تكون الحياة موحشة وضحلة، وبالنسبة اليك لن يعني زرع بذور يفيد الآخرين، أن سافر لأفريقيا لتخدم الفقراء، أنت تستطيع القيام به وأنت في بلدك سواء عنى ذلك قضاء وقت أطول مع من هم بحاجة اليك، أو تنمية موظف ينم عن إمكان واعد، أو السخاء في العطاء. يقول الممثل الهزلي داني توماس: جميعنا مولودون من أجل سببٍ ما لكننا لا نكتشف جميعنا ذلك السبب، فالنجاح في الحياة لا علاقة له أبداً بما تكسبه في الحياة أو ما تنجزه لنفسك، إنما هو مرتبطٌ بما تفعله لأجل الآخرين.                                         

السعادة, النجاح, الحياة, المال, الهدف, الفشل, النفوذ

  • عدد الزيارات: 7018