إنه يهتم بي

ما أجمل أن يكون لنا من يهتم بنا، يهمه أمرنا، وفي وقت ضعفنا حين لا يكون لنا أي قوة نراه هو قوتنا، وفي خوفنا واضطرابنا نرى عينه سهرانة لا تنام

كان عندي زوج من العصافير وفجأة استيقظت على زقزقة كادت أن تصل إلى حد الزغاريد، ورأيتهم يتهللون بأولادهم العصافير الصغيرة، وكم اندهشت من قلب العصفورة الأم وهي تطعم صغارها، وتضع أجنحتها عليهم لتدفئهم.... وهم لا حول لهم ولا قوة.

تمنيت لو كنت مثل العصافير..... ولي من يهتم بي، فما أجمل أن يكون لنا من يهتم بنا، يهمه أمرنا، وفي وقت ضعفنا حين لا يكون لنا أي قوة نراه هو قوتنا، وفي خوفنا واضطرابنا نرى عينه سهرانة لا تنام......

ما أجمل أن يكون لنا أب يشفق علينا ويرعانا.....

ولكن أنا ليس لي من يهتم بي، أبي وأمي قد تركاني فمن لي بعدهم!

وكانت الإجابة سريعة جدا، "أبى وأمى قد تركانى أما الرب فقبلنى" مز26: 10، اذ عرفنا من قبل أن نصور في أرحام أمهاتنا، يعرف أسمائنا وحياتنا، يعتني بنا منذ كنا أجنة في الأرحام وحتى المشيب، وطالما أن هناك مَنْ لا ينسانا، ومَنْ يعتني بنا، فلا مجال للارتباك والخوف.... كلما شعرت بأني أفتقد للعناية أتذكر قول الله لي....

" الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم" البقرة 255

"الرب لي فلا أخاف. ماذا يصنع بي الإنسان؟" مز 118: 6.

إنها شهادة ضمان بالحماية ممن هو قادر على حمايتي، وضمان لتسديد الاحتياجات ممن غناه يفوق حد التصور، فالله نصيبنا وقابض قرعتنا....

فأنا قد قررت ألا أخاف مهما كانت الحياة صعبة.

لا أخاف لأنك يا رب أنت معي وتمسك بيدي وتقودني للنور حتى وإن كان الطريق ظلام، رعايتك وحبك يضيئ لي طريقي.