الغربة

والغربة ليست بالضرورة وجودنا في بلاد غريبه بل أن هناك غربة وسط الناس، وأخطر أنواع الغربة هي الغربة مع النفس ومع الله، ومنا من يضع نفسه في غربة

إختيارية وعزلة، تقف حائلاً أمام إقامة علاقات جيدة، فإذا كنا نعاني منها فعلينا التحرر منها على الفور فهي تجعلنا فريسة سهلة للشيطان وعبيداً لشهواتنا.

الغربة هي العزلة وعدم وجود علاقات سوية طبيعية مع الآخر

إن الشعور بالغربة من المشاعر التي تؤلم الإنسان والتي تجعله منغلق على نفسه بدون مُعين وشريك، حين خلق الله آدم خلق له حواء معين نظير، إذ قال "ليس حسناً أن يكون آدم وحده فلنصنع له معين نظير".

إن الاُلفة التي نشعر بها مع الأهل والأصدقاء هي التي تمنحنا الشعور بالأمان والسعادة ومعها تغيب الجراح ويختفي الحزن.

والغربة ليست بالضرورة وجودنا في بلاد غريبه بل إن هناك غربة وسط الناس، وأخطر أنواع الغربة هي الغربة مع النفس ومع الله.

ومنا من يضع نفسه في غربة إختيارية وعزلة، تقف حائلاً أمام إقامة علاقات جيدة، فإذا كنا نعاني منها فعلينا التحرر منها على الفور فهي تجعلنا فريسة سهلة للشيطان وعبيداً لشهواتنا.

فعلاقتنا الجيدة مع أنفسنا تجعلنا قادرين على إستيعاب كل شيء وتمنحنا القدرة على الإبداع والتفكير ربما علينا أن نقترب من أنفسنا الآن ونكون معها علاقة سوية، فعلاقتنا الجيدة بأنفسنا هي الطريق الممهد لتكوين علاقات جيدة ومتنوعة مع الآخرين. وقد يقول البعض أن سلوك بعض الأشخاص السلبية تجعلهم يقررون العزلة والوحدة أفضل من إحتمال تلك السلوكيات، فربما علينا أن نعلم أنه لا وجود للشخص المثالي في كل شيء وسلوكنا الطيب تجاه الشخصيات يجعلهم ينظرون إلينا من جديد في محاولة لتغيير أسلوبهم في التعامل معنا، إن لم نكن نستطيع أن نصنع منهم إخوة، ربما علينا أن نحاول الإحتفاظ بهم كأصدقاء متجاوزين عن أخطائهم "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" الشورى 40

 والأحرى بنا هو عدم التوقف عن فعل الخير وبذل الجهد فإذا تعثرت علاقتنا بالآخرين فلا نتوقف عن فعل الخير تجاههم، بل نُثبت لأنفسنا أننا نحبهم ونسامحهم دائماً ولا نحتفظ في ذاكرتنا بسجل أخطاؤهم، وهذه هي المحبة الإيجابية التي أوصانا الله بها "يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق" يو 18:3.

رأيهن

إقرأي المزيد: الغربة في البعد عنك