أخطأت سامحنى
كان سعيد يسكن في واحة فيحاء ذات حديقة كبيره أعلى هضبة في وسط البحر، يشاهد قاع البحر من شدة نقائه، وحديقته متسعة وحافلة بكل الأشجار والثمار الشهية المذاق والمبهجة للعين، الحدائق الغناء، والطيور الصداحة السماء الصافية، وكأن الطبيعة الخلابة بكل جمالها قد سـُخرّتْ له ولبهجته...
كان سعيد يسكن في واحة فيحاء ذات حديقة كبيره أعلى هضبة في وسط البحر، يشاهد قاع البحر من شدة نقائه، وحديقته متسعة وحافلة بكل الأشجار والثمار الشهية المذاق والمبهجة للعين، الحدائق الغناء، والطيور الصداحة السماء الصافية، وكأن الطبيعة الخلابة بكل جمالها قد سـُخرّتْ له ولبهجته...
وكان هناك ملك يحكم الواحة، أحب الملك سعيد حتى المنتهى، وقال له: يا سعيد لقد سعدت جدا بك وبوجودك في جزيرتي، وسأعطيك كل ما فيها وقتما تشاء، ومهما طلبت سأعطيك وسأعلمك أموراً إن إتبّعتها لن يمسك أي مكروه في حياتك، وأهم ما أوصيك به هو، ألا تقترب من الحافة الشمالية للهضبة، حيث أنها حافة خطرة ومحفوفة بالمخاطر وإن إقتربت منها من المؤكد أنك ستسقط من أعلاها وتموت فورا.
شـَكَــرَ سعيد الملك جدا وقال له: لا أعلم كيف أشكر سيدي الملك على هذه العطية، فمهما حاولت سأظل عاجزا، لكن أعدك سيدي أن أعمل جاهدا كي لا أسيء إستخدام عطيتك هذه.
فكرر الملك كلامه عليه ثانياً:
لا تقترب من الحافة الشمالية، يوم تقترب منها ستسقط سقوطا مُرَوعاً.
ومضت أيام وسعيد يهنأ ويتنعم بجميع المباهج التي وهبه الملك... إلى أن جاء " المخرّب "...
هذا الذي طرده الملك من قبل من الجزيرة لســوء خلقه وقال لسعيد بخبث: يا سعيد، هل ترى مدى الجمال الذي بهذه الجزيرة؟ هل رأت عيناك أبهى من منظرها؟.
فأجاب سعيد: لا لم أرى أجمل منها، إنها أجمل ما رأت عيني .
فقال له " المخرب ": هل تعلم أن الحافة الشرقية أجمل من كل هذا بآلاف المرات؟!
فلما لا تأتي معي ننظر هذا الجمال الذي يخطف القلوب والعيون!!! وَزين له سوء عمله،
فشكّــك سعيد بوصية الملك وتحذيره، وذهب مع المخرّب لينظر الأمر.
ولكن سرعان ما إنزلقَ من هذا المكان فهوى سعيد إلى الأسفل مع صيحات وضَحِكات " المخرّب "
وفي أقل من الثانية أدرك سعيد بأنه هالك لا محالة.
ووجد سلسلة مكونة من 10 حلقات ومثبتة في أعلى الهضبة، وبدون تفكير رآها طوق النجاة بالنسبة له.
فأمسك بها محاولا أن يتسلقها بكل قوته حتى يعود إلى واحته وأمانهِ مرة أخرى.
ولكن السلسلة ذات الحلقات العشرة كانت لها طريقة محددة للتعلق بها وإلا إنكسرت.
وكلما شعر سعيد أن الحلقة أوشكت على الإنكسار تعلق بحلقة أخرى آملا أن يتمسك بها فتنجيه
ولكنه ظل معلقا بالسلسلة حتى خارت قواه ولم يستطيع تسلقها، فصرخ إلى الملك قائلا: يا ملك...
إنك أنت العادل وأنا أعترف أني أخطأت وإستهنت بوصيتك وسأهلك لا محالة.
وليس بيدي من حيلة... ليس مِنْ مُـنقِـذ يمسك بيدي فيردني إليك. وبكى سعيد بكاء مراً...
لو كنت أنت الملك صاحب الجزيرة هل كنت ستمنحه فرصة ثانية أم تتركه يهلك؟
الجمال , البحر, الملك, سعيد, ملك, العادل, الحلقات, واحة, اخطأت سامحنى (1), Forgive me I have sinned ( 1 )
- عدد الزيارات: 2833