...ثمَّ ثابري
كم من المرات شاهدنا أناساً موهوبين تحوّلوا لأن يصبحوا أناساً غير ناجحين في الحياة... وقد صادفنا عدداً ليس بقليل من هؤلاء العباقرة الذين لم يستطيعوا أن يشقّوا طريقهم تبعاً لتوجّهات مواهبهم ويحقّقوا إنجازات كبيرة.
وقد يظن البعض منا بأنَّ هذا إفسادٌ أو هدرٌ للمواهب الدفينة!!! وقد تقولين عن إحداهنَّ بأنها قد أضاعت وبدَّدت موهبتها...
أو أنها في في المكان الخطأ. وإن كان الأمرِ يتعلَّق بكِ، فقد تبررين تصرفكِ هذا بإلقاء الملامة على الآخرين، إذ أنّهم لم يقدِّروا أو يقدِّموا أية مكافئةٍ لِما تستحقّه " مواهبي ".
حتى وإن كان هنالك أشخاص مزوَّدين بالعلم والمعرفة، فإنَّ هذا ليس جواباً مقنعاً... ونحن نعرف شركات عدة تميَّزت بالنجاح الباهر، وقد إعتمدت في بدايتها على أفكار كانت مرفوضة من قِبَل النظام التعليمي، ومن ثمَّ أثبتت نفسها لتتسلّٓق سلَّم النجاح.
نسمع عن كثيرٍ من الأشخاص الذين يتركون كلِّياتهم ويسعوا وراء تحقيق الحلم الذي راودهم، بغية تحقيق فكرةٍ ما قد تغيِّر حياتهم — أو تغيِّر وجه التاريخ في عالم التكنولوجيا أو في أي عالمٍ آخر. ولدينا أمثلةٌ عديدةٌ في هذا المجال، مثل المخترع توماس أديسون؛ بيل غيتس الذي أطلق شركة مايكروسوفت؛ والت ديزني الذي يملك أكبر شركات الإعلان والترفيه والذي نال جائزة دبلوم الشرَف وهو في عمر الثامنة والخمسين! والسيِّد ريتشارد برانسون الذي عانى من عسرٍ في القراءة، وهو الآن سيّـد السياحة الفضائيّٓة؛ والكولونيل ساندرز والذي يملك مجموعة مطاعم ال KFC، كذلك تشارلز ديكنز الكاتب والمؤلِّف!! بالإضافة إلى إلتون جون المُغنّي العظيم... أسماءٌ قليلةٌ نذكرها على سبيل المثال لكنها معروفةٌ من الجميع على ما أظن.
ومما لا شكَّ فيه أنَّ الحظ يلعب دوراً كبيراً في هذا المضمار... لكنَّكِ إن قرأتِ سيرة حياة هؤلاء الأشخاص الذين وردت أساؤهم هنا، فإنكِ سوف تجدين بأنهم قد عملوا بجدٍ وجهدٍ كبيرين... صحيح أنهم تخلّوا عن دروسهم وهجروا مدارسهم، لكنهم بدأوا بالمقابل مسيرة العمل الدؤوب وفي عمرٍ مُبكِّرٍ، حتى أنَّ بعضُهم لم يكن قد تخطّى الحادية عشر أو السابعة عشر من العمر.
والعمل الجدّي والمثابر، يقود الموهبة الطبيعية ويدفع بها نحو النجاح (مع قليلٍ من الحظ).
والعزم والإصرار هما المكوّنات المفقودة في حياة الأشخاص. لكنَّ أهل الخير قد يخسروا تلك المعركة على نحوٍ سيّء، فيما الأشخاص السّيئون يحصلوا على المراكز القياديَّة في هذا العالم...
لذا إن كنتِ تتمتعين بموهبةٍ ما، فنحن نشجِّعكِ على المثابرة، ولسنا بصدد تشجيعكِ على هجر مدرستكِ، لا وألف لا... لا سيَّما أنَّ الآسماء التي أمامنا قد أحرزتْ أنموذجاً من الشهادة الرسميّة، وإن كان أصحابها قد بلغوا سن الرشد حينها... على أي حال.
فإن كنتِ لا زلتِ في المدرسة... ثابري
وإن كانت لديكِ وظيفةٌ معيَّنة... فثابري
وإن كنتِ تتمنين تحقيق فكرةْ ما، فإننا نقول... ثابري
وإن كنتِ تتمتعين بموهبةٍ ما، فلا يسعنا إلا أن نقول: ثابري... ثمَّ ثابري!!!
النجاح, الحياة, التعلم, المواهب, العباقرة, الإنجازات, النظام, KFC, ...ثمَّ ثابري, Then be persevered ...
- عدد الزيارات: 2747