هل ما نراه الآن هو غضب الله؟
هل الله عادل؟ هل يمكن لغضب الله أن يكون خيراً؟ وهل بإمكاني القول أنَّ علاقتي جيِّدة مع الله؟ نحن بإستمرار نسأل أنفسنا هذا السؤال كما أسئلة كثيرة غيرها من هذا القبيل... خصوصاً ما نشاهده الآن من وحشيَّة الحروب في العالم العربي...
هل الله عادل؟
هل يمكن لغضب الله أن يكون خيراً؟
وهل بإمكاني القول أنَّ علاقتي جيِّدة مع الله؟
نحن بإستمرار نسأل أنفسنا هذا السؤال كما أسئلة كثيرة غيرها من هذا القبيل... خصوصاً ما نشاهده الآن من وحشيَّة الحروب في العالم العربي...
هل إنَّ هذا هو غضبٌ من عند الله؟
وكيف ننظر نحن إلى الله؟
(ملاحظة: إنّٓ نظرتنا إلى الله... تصوِّر مفهومنا لغضب الله...)
ما هو الغضب؟ ...
إنه إنفعالٌ شرِس تجاه الأعمال الخاطئة...
هنالك آياتٍ كثيرةٍ في القرآن الكريم وفي الكتاب المقدَّس تخبرنا عن وجود "غضب الله".
والله عزيزٌ ذو إنتقام ٦٨-
إنَّا من المجرمين منتقمون -٦٩
فباؤوا بغضبٍ على غضبٍ وللكافرين عذابٌ مهين -٧٠
وفي فصلٍ من كتاب النور، يعطي الله تحذيرات عامَّة فيقول :
"فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يُصيبهم عذابٌ أليم"
و"إتَّقوا فتنةً لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصةً واعلموا أنَّ الله شديد العقاب."
"لأنَّ غضب الله مُعلَنٌ من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحقّ بالإثم. إذ معرفةُ الله ظاهرة فيهم لأنَّ الله أظهرها لهم. لأنَّ أموره غير المنظورة تُرى منذُ خلقِ العالم مُدرَكةً بالمصنوعات قُدرتهُ السرمديَّة ولاهوته حتى إنهم بلا عذر. لأنهم لما عرفوا الله لم يمجِّدوه أو يشكروه كإله بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي. وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء. رومية١: ١٨-٢٢.
و...كيف يكون غضب الله مُعلنٌ أو مكشوف؟
يكون غضب الله مُعلَن من خلال... النتائج الطبيعيَّة لأعمالنا... إن كنا متديِّنين أم لا... لا يهم!!
يكون غضب الله مُعلَن من خلال التدخُّل الغير إعتيادي... من خلال الطبيعة.
مثلا.....هل تتذكرون غضب الله المُعلَن في الزمن الماضي؟... الطوفان الذي حدث في أيام نوح... وكيف أحرق الرب سدوم وعمورة...! كل هذا الغضب أُعلِن في العهد القديم حين كان الرسل أو الأنبياء يطلبون مراراً وتكراراً من الشعب أن يسيروا في الطريق التي يريدها الله، وقد أرسل لهم الله العلامات الإلهية إن كان من ناحية المُعجزات أو العجائب، لكن الشعب رغم كل هذا تمردوا وعصوا وفسدوا، ولم يتركوا أعمالهم المقيتة والشرِّيرة. وعلاوةً على هذا فإنهم انغمسوا في الخطيَّة ورفضوا لا بل تحدوا وصايا الله وأنبيائه وفضَّلوا أن يتحمَّلوا غضب وحنق الله الذي أُعلِن عليهم نتيجة فسادهم وعنادهم.
يحجزون الحقّ بالإثم؟ ما معنى كلمة يحجزون؟
كلمة "يحجز" تعني يقمع، أو يمنع بالقوَّة... تلك القوَّة أو الطاقة أو السلطة التي أُعطيَت لنا... ( نحن نكتم أو نسحق "الحقيقة" التي هي من عند الله...) وإن كان نكتم أو نسحق هذه الحقيقة المُعطاة لنا من الله... إذن نحن نستحق الغضب الإلهي، أليس كذلك؟
والسؤال هنا من هم اللذين يحجزونه؟
أنا وأنت، هو وهي!!!
عدم الخضوع لله... فأنا أريد أن أكون سيِّد نفسي...
قانون الله؟ لا... أريد أن. أضع قانوناً لنفسي...
بهذه الطريقة نحن نحجز الحقيقة ونمنعها... لذا... فإننا وبكل تأكيد نستحق غضب الله المُعلَن... وهذا ما نراه في يومنا هذا... غضب الله!!!
كيف وبأية طريقة أحجز الحق؟ عندما لا أحنيْ ركبتيَّ لذلك الإله الذي يستحِّق السجود... عندما أفعل إرادتي الذاتيَّة...
ومتى أتوب عن ذلك؟... فقط عندما أستطيع أن أقول... أنا لا أريد أن أفعل إرادتي الذاتيَّة... بل إرادة الله الذي خلقني وأوجدني.
أما الحقّ... فهو إنَّ الله هو الوحيد المُستحِّق أن يُطاع... وهذا يعود إلى قداسته المُطلَقة... نحن جميعاً نؤمن بأن عدداً كبيراً من الناس سيذهبون إلى الهلاك الأبدي... ( وفي الإسلام والمسيحيَّة واليهوديَّة، الجميع لديهم مُعتَقَد الجحيم الأبدي).
وإن كنا نريد ان نرى فقط الله الرحمان الرحيم والمتسامح... فأين الله إله العدالة والحقّ إذن؟ وكيف يكون هو إله الرحمة وإله العدالة على حدٍ سواء؟ أذا لا بد ان ما نراه الآن هو غضب الله.
دعنا نفكِّر أنت وأنا تفكيراً منطقياً... من ناحية "الصلاح". فمن ناحيتي مهما حاولت أن أكون صالحاً، فإنَّ جميع محاولاتي ستبوء بالفشل... "ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد"....فأين الأمل إذن؟
لكن هنالك أخباراً سارَّة!!!
إننا لسنا مُضطرِّين لأن نختبر غضب الله... إطلاقاً.
إختبر سلام الله بدلاً من غضب الله... عندها... لا بد أن ينقذك من الغضب الآتي...
- عدد الزيارات: 3818