Skip to main content

مواجهة الخلافات بشجاعة

جميعنا يواجه الخلافات، إن كان بين الزوجين أو في الخلافات العائلية أو الصداقات الطويلة الأمد وحتى في أماكن العمل. إن الله يحثّنا على المحافظة على هدوئنا...

لكن رفض الإستجابة للخصام ليست إستجابة عادية.

الخلافات... أُبغضها! لكنها محتومة.

وهل يمكننا أن نواجه الخلافات بشجاعة وبطريقة تُكرم الله؟

جميعنا يواجه الخلافات، إن كان بين الزوجين أو في الخلافات العائلية أو الصداقات الطويلة الأمد وحتى في أماكن العمل. إن الله يحثّنا على المحافظة على هدوئنا... لكن رفض الإستجابة للخصام ليست إستجابة عادية.

إن كنت تظنين أنك في وضعٍ صعب وأن المحافظة على هدوئك يحتاج إلى بذل جهدٍ قوي... إذن عليك أن تكوني في المكان الذي يجب أن تكوني فيه!!... والسؤال هو أحقاً هذا جيّد بالنسبة لي؟؟

نعم!! وقد تقودك هذه الحالة إلى بذل الجهد لكي تفهمي أين يكمن الأجدر بك حقاً.

"إعلمي أو تذكري هذه الحقيقة: "أنت لا تستطيعين أن تنالي رضى الجميع... لكن... أنت تحتاجين إلى أن تدركي مشاعر هؤلاء الذين واجهت خلافاتٍ معهم.

لذا ماذا نفعل عندما نواجه الخلافات؟

وكيف نعالجها بموقفٍ شجاع يُكرم الله؟

وكيف يتناسب القول "لا تقاوم الشرّ بالشرّ" في هذه الحالة؟

وكيف لك أن تطبقي مقولة "سالموا جميع الناس"؟

أين يمكنني أن أواجه؟ وأين يمكنني أن أنتظر؟

وهذه بعض النقاط التي تساعدك على التفكير من خلالها:

هناك بعض الأوقات التي نحتاج أن نواجه بها الخلافات وجهاً لوجه. مثلاً، في حال يتعرّض طفلي للتخويف، أو صديقٌ لي يتعرّض للإعتداء، هنا يجب عليّ أن أتصرّف. الأمر يقتضي مواجهةً مباشرة والتكلّم مع السلطات في المدرسة أو استدعاء الشرطة. والمطلوب مواجهة مباشرة عندما نرى الإعتداء على الأشخاص الضعفاء ولا نستطيع القيام بأي عمل تجاه هذا الأمر.

أيضاً علينا أن نواجه خلافات القادة الدّينيين/ السياسيين/ القادة... الذين هم في خدمة شعبهم... وهم مسؤولون عنهم... هذا هو واجبنا المدني...

لكن بالتباين مع هذه المواجهات المباشرة، عندما نتعرّض نحن شخصياً لهجوم ما، فإنه من الجيّد لنا أن نحافظ على هدوئنا...

ما الذي علينا فعله عندما نجد أنفسنا وسط خلاف حادّ ومؤلم؟

هذه بعض الأفكار التي قد تساعدنا على البقاء في دائرة السيطرة. ويمكننا محاولتها أو امتحان نفوسنا بها لنرى إن كانت فعّالة  أم لا.

نقطة مهمة واحدة وهي أن لا تسمحي للمرارة أن تتجذّر في قلبك إطلاقاً. وإن لم تستأصليها بكل فعالية، فلا بدّ لهذه المرارة أن تدمّرك وتدمّر هؤلاء الذين حولك. وفي كل مرة هناك من يساهم في تهبيط عزيمتنا، إيذائنا، وإغاظتنا، علينا أن نتعامل مع مشاعرنا من جديد، نعترف بغضبنا ونسأل الله من أجل نعمة جديدة – لكن بالأخصّ نسأله بأن يحفظ قلوبنا من التصلّب تجاه هؤلاء الذين ألحقوا بنا الأذى.

تذكري أن كل البشر متشابهون... وقد نكون نحن ذلك الشخص الذي يؤذي الآخرين أيضاً... وفي بعض الأحيان نأخذ الأمور شخصية فيما لا يجب أن نفعل هذا... فكري أولاً إن كنت أنت من أنشأت هذا الخلاف أو من أنشأه هو شخص آخر وأنت قد علقت في الوسط... حاولي أن تفهمي وجهة نظرهم، إن موقفك سيصبح أكثر إنفتاحاً وسيسهل عليهم الإستجابة إن كان هذا الموقف مصحوباً بالمحبة واللطف.

وتذكري أنك لست مسؤولة عن ردود فعل الآخرين تجاهك. لكننا مسؤولون عن مواقفنا وتصرفاتنا.

واسأل نفسي،

أين تكمن مسؤوليتي في إسهامي في هذا الخلاف؟ هل فعلت كل ما بوسعي لأستحق المصالحة؟

وفيما يلي دعونا نواجه هذا، في حال كنا صادقين بقوة مع نفوسنا:

نحن ننظر إلى أنفسنا نظرةً ذاتية – فإنه من السهل لنا أن نصدّق،

أنا بريءٌ تماماً في هذه الحالة... أنا ببساطة أرد عليهم... هذه مشكلتهم!... لكن عندما نصبح معرضين للهجوم ونضع المرآة أمام  وجوهنا، نرى أننا نادراً ما نتعامل مع الحالة بشكلٍ مثالي. ويمكننا دائماً أن نتعلّم شيئاً ما من تصرفاتنا يسهم في نموّنا.

وبدلاً من أن نطالب بتغيير الآخر... حاولي أن تطلبي من الله لكي يساعدك أن تتجاوبي مع كل حالة بطريقة تُكرم الله.

إن ردّات فعلنا تجاه الخلافات تعكس عادةً موقعنا في نعمة الله.

وبالرغم من الإتهامات العدائية نستطيع أن نتجاوب بأمانة واستقامة وبروحٍ لطيفة.

وعندما نطلب من الله بكل ثقة أن يهدينا، فإنه سوف يفعل هذا.

إسالي نفسك:

هل باستطاعتي أن أجد شيئاً مشتركاً مع هذا الشخص الذي أختلف معه؟

ما هي القيم التي نتشارك بها (عائلة، صداقة، حيوانات أليفة، هوايات)؟ وحاولي استخدام هذه القيم المشتركة لتجعلكم أكثر قرباً.

إن فهم محبة الله بشكل أفضل يساعدنا أن نتعلّم كيف نحب بعضنا بعضاً محبة صادقة. وعندما أنظر إلى الآخر كشخصٍ يحتاج إلى نعمة الله تماماً كما أحتاج إليها أنا، عندها أستطيع أن أصلي من أجل هذا الشخص.

وفي بعض الأحيان نحن لا نريد أن نفكر بأن الله أحب هذا الشخص بذات المقدار اللذي أحبنا به، لكن الله قد أحبه بذات المقدار فعلاً. إن الله يبتهج بكل ما خلقه. وهذا ما يساعدني لكي أصلي من أجل أعدائي عندما أدرك أن الله أحبهم أيضاً.

ولكن ماذا لو؟

ماذا لو لم يستجيبوا لمحاولاتي؟

اقبلي الوضع... واضبطي غضبك، واسمحي لله أن يمدّك بالنعمة لكي تعكسي محبته، بغض النظر عن الظروف المحيطة بك.

نحتاج فقط أن نتواضع ونصلي: نعم أيها الرب، ها نحن هنا مرةً أخرى. من فضلك غيّر قلبي...

وبمعونة الله يمكننا أن نختار التصّرف المصحوب بالنعمة في جميع الظروف.

الله, الهدوء, قوي, الخلافات, الصعاب, المكان, القول, مواجهة الخلافات بشجاعة, Courageously confront differences

  • عدد الزيارات: 2953