Skip to main content

يا صديقي لست أدري ما أنا

يا صديقي لست أدري ما أنا

يا صديقي لست أدري ما أنا، أو تدري أنت ما أنت هنا. أنت مثلي تائه في غربة، وجميع الناس أيضاً مثلنا.

نحن ضيفان نقضيَّ فترة ثم نمضي حين يأتي يومنا.

عاش آباؤنا قبلاً حقبة، ثم ولَّى بعدها آباؤنا.

قد دخلت الكون عُرياناً، فلا قنية أملك فيه أو غنى.

وسأمضي عارياً عن كل ما، جمع العقل بجهل واقتنى.

عجباً هل بعد هذا نشتهي، مسكناً في الأرض أو مستوْطنا.

غرنا الوهم ومن أحلامه، قد سَكِرنا وأضعنا أمْسَنا.

ليتنا نصحو ويصفو قلبنا، قبلما نمضي وتبقى ليتنا.

لست أدري كيف نمضي أو متى، كل ما أدريه إنَّ سوف نمضي.

في طريق الموت نجري كلنا، في سباق بعضنا في إثر بعضي.

كبخار مضمحل عمرنا، مثل برق سوف يمضي مثل ومض.

يهدأ القلبُ وتبقى صامتاً، لم يعد في القلب من خفق ونبضِ.

ما ضجيج الأمس في القلب إذاً، أين بركانه من حب وبغضِ.

قل لمَنْ يبني بيوتاً ههنا، أيها الضيف لماذا أنت تبني.

قل لمَنْ يزرع أشواكاً كفى، هو نفس الشوك أيضاً سوف تجني.

قل لمَنْ غنى على الأهواء هل، في مجيء الموت أيضاً ستغنِّي.

قل لمنَ يرفع رأساً شامخاً، في اعتزاز في افتخار في تجنِّي.

خفض الرأس وسِرْ في خشيةٍ، مثلما ترفع رأساً سوف تحني.

قل لمَنْ يعلو ويجري سابقاً، يا صديقي قف قليلاً وانتظرني.

نحن صِنوَان يسيران معاً، أنا في حضنك مل أيضاً لحضنِّي.

قل لمّنْ يعتز بالألقاب إن، صاح في فخره مَنْ أعظم منِّي.

نحن في الأصل تراب تافه، هل سينسى أصله من قال أنِّي.

 قصيدة لقداسة البابا شنودة

الموت, القلب, الأرضٍ, الناس, العقل, الصديق, الأمس, الشوك

  • عدد الزيارات: 18124