الحبّ والوُدّ

الحبُّ ليس روايةً يا حلوتي بِخِتامِها يتزوَّجُ الأبطالُ.... وقال جبران خليل جبران عن المودة.....  

أَعَزُّ مِنَ الهوى وُدٌّ صحيحٌ        وأبقى منه في الزمنِ الشديدِ 

كنت أظن أنَّ الحبَّ هو الودَّ، وأنَّ كل مُحِبٍّ هو ودود والعكس صحيح… إلى أن أدركتُ أنَّ هناك فرقاً بينهما…  

فالحبُّ هو ما استقرَّ في القلب،  

والودُّ هو ما ظهر في السلوك…  

فكلُّ ودود هو مُحِبّ....... وليس كل مُحِبّ ودود… 

الحبُّ... 

الحبُّ إحساس عظيم وقوي تجاه شخصٍ ما…  

الحبُّ إنجذاب عاطفي وشعور جميل يجعل الشخص راغباً في مشاركة من يحب كلَّ لحظات الحياة، ويتمنى البقاء معه للأبد…  

الحبُّ مجموعة من المشاعر تسيطر على كيان الإنسان وأفكاره، وإحساس بعاطفة جياشة وشغف كبير نحوٍ من يُحِبّ يجعله يفكر بالإرتباط به… 

"ألحبّ أعمى"  (كما يقول المثل الشائع).... فلا يرى من يحب إلا الصفات الإيجابية للحبيب… 

والحب الحقيقي هو من أعظم التجارب التي يمرُّ بها الإنسان، وهو يجعل الحبيب ضمن الخطط والأهداف المستقبلية، إذ بنجاح هذا الحب وبنجاح العلاقة مع الحبيب تكتمل السعادة ويُزهِرُ الأمل… 

الحبُّ ليس روايةً يا حلوتي.... بِخِتامِها يتزوَّجُ الأبطالُ 

هو هذه الأزماتُ تَسْحَقُنا معاً..... فنموتُ نحنُ.... وتُزهِرُ الآمالُ 

ومع وجود نقاط مشتركة بين الحبّ والودّ، إلا أنه يوجد فوارق بينهما… 

فالودّ أو المودّة هو ذلك الرباط الذي يحافظ على تماسك علاقات الناس الإجتماعية… وكلُّ إنسان هو بحاجة إلى المودة من الآخرين… 

وتتميَّز المودَّة بالأفعال الحسنة التي يعبِّر الإنسان من خلالها عن المودَّة التي يكنُّها للآخرين… وهي لا تحتاج إلى الرومنسية التي يحتاجها الحب… 

وقد يُظهِر الشخص المودَّة للآخرين من خلال الإستمرار في التواجد معهم أو السؤال عن أحوالهم وتقديم المساعدة لهم… وهي تُتَرجَمُ بتقديم الرعاية والعناية بهم وفهم شخصيتهم لمعرفة كيفية التعامل الحسن معهم… 

فالحياة لا خير فيها إذا لم تحكمها المودَّة… 

أَعَزُّ مِنَ الهوى وُدٌّ صحيحٌ        وأبقى منه في الزمنِ الشديدِ 

وذاكَ الوُدُّ فينا خيرُ إرثٍ          مِنَ العهدِ القديمِ إلى الجديدِ 

(جبران خليل جبران)