ربّة منزل... ملكة فاضلة (2)
ربّة المنزل.. لا تتوقّف عن الحركة أبدًا.. ولا تجني ثمار تعبها في آخر الشّهر.. بل يغدو أفراد الأسرة دائموا التّذمّر من كلّ شيء... إنّه من المضحك أنّ ربة المنزل لا تتلقّى أجرًا لعملها على مدار السّاعة وفي كافّة أيّام الأسبوع... أليس كذلك؟!؟!
كلّما فكّرت بهذه العبارة.. أشعر بثقل في صدري... فأنا، لم أتوقّع يومًا أن أصبح "ربة منزل" بعدما كنت على رأس عملي...
لا أنكر رغبتي في الزواج.. وبناء أسرة... لكنّني لم أتوقّع أن يأتي يوم، ويصبح الأمر محور حياتي كلّها.. متناسية نفسي!!!
بتّ لا أرغب في التّعرّف إلى أشخاصٍ جدد، بسبب الأسئلة الّتي لا أحبّ الإجابة عليها... ألم يعد أحد يسأل "ما هو طعامك المفضل؟" أو "إلى أين تحبّين أن تسافري؟"... أوّل سؤال يطرحونه حين يتعرّفون إليّ: "في أيّ مجال تعملين؟"...
قد تظنّين أنّني أبالغ في ردة فعلي تجاه الأمر... لكنّه حقًّا أمر صعب.. أن أجد نفسي عالة، بعدما كنت أنا المعيل... أو أن أرى نفسي شخصًا غير منتج بعدما كانت أيّامي حافلة بالعمل والإنتاج.. ليس هذا فقط... بل حين أرى أيّامي روتينيّة.. هدفها الإهتمام بالمنزل.. بعد أن كنت أعمل وأجهد نفسي.. حتّى ألقى ثمار التّعبك في نهاية كلّ شهر.. فأشعر باللّذة لحصولي على ما أستحقّ!!!
أمّا حال ربّة المنزل.. فهو نفس حال الشّخص العامل.. إلّا أنّها لا تتوقّف عن الحركة أبدًا.. ولا تجني ثمار تعبها في آخر الشّهر.. بل يغدو أفراد الأسرة دائموا التّذمّر من كلّ شيء...
إنّه من المضحك أنّ ربة المنزل لا تتلقّى أجرًا لعملها على مدار السّاعة وفي كافّة أيّام الأسبوع... أليس كذلك؟!؟!
حسنًا... لنتوقّف لحظة... ولننظر إلى حياة ربّة الأسرة بالطّريقة الصّحيحة، الخالية من الهرمونات المتصاعدة!!!
أوّلًا... أنتِ يا عزيزتي لستِ "ربة منزل"... بل أنت ملكة هذا المنزل.. فهو جميل لأنّك أنت صنعته... وهو مملكتك، بكامل تفاصيله الكبيرة والصّغيرة... لقد بنيته وأسّسته بحبّ وتعب وجهد... جدرانه من ضحكات ودموع وذكريات...
في كلّ زاوية فيه هناك قصّة كُتِبَت...زيّنت جدرانه بلوحات فنّيّة من مواقف مختلفة.. بعضها أصابك بالانهيار للحظة، لكنّها رسمت ابتسامة على محيّك بعد مرور المحنة... وبعضها الآخر راقص فؤادك بفرح اللّحظات السّعيدة الّتي عشتها مع أفراد عائلتك...
هذه المملكة التي لديك.. وأطفالك الذين تتعبين من أجلهم بلا كلل.. هم ذخرك للمستقبل.. هم فخرك وأملك.. هم سعادتك.. فلا تنظري للأمر على أنّه مضيعة للوقت.. أو أنّه أمرٌ صعب وبلا ثمار..
كلّ ما تفعيلنه سيعطي ثمارًا في حينه.. أنت الآن تضحّين بوقتك وتعبك من أجل لحظات عظيمة ستلقينها في المستقبل.. حبّك الغير مشروط قد لا تجنين من وراءه مالاً كثيرًا.. لكن، صدّقيني ستجنين من ورائه قبلاتٍ وأحضان وامتنان كبير...
ليس من السّهل بناء علاقة قويّة ومتينة مع الأطفال.. فكم من شخص قابلته وقال لك "علاقتي بوالدي غير جيدة"!!! ولكن، ما تفعلينه يا عزيزتي أمر كبير جدًّا... أمرٌ عظيم ومهمّ... أمرٌ لا يقدّر بثمن.
لا تدعي كلمة "ربة منزل" تحدّ من نظرتك لنفسك.. لا تدعي الصّحون المتراكمة.. والألعاب المبعثرة.. والغسيل الذي لا ينتهي، يفسد لحظاتك الجميلة والذّكريات التي تبنينها مع عائلتك...
اطلبي المساعدة إن احتجتِ إليها يومًا.. لا تسمحي بأن تجعلي حياتك مثقلة... لا تدعي طموحك في الحياة والعمل يتوقّف لكونك لم تجدي وظيفة تلائم عائلتك ومتطلباتها... ابحثي عن شغفك بالحياة.. فقد تجدينه بالأمور الصّغيرة.. وقد تصنعي منها أمورًا كبيرة.. صدّقيني.. كم من موهبة صغيرة تحوّلت إلى أمر عظيم.. الأمر يحتاج فقط إلى أن تكوني مستعدّة.
" إمرأةٌ فاضلةُ من يجدها؟ لأن ثمنها يفوق اللآلئ " ( أم 10:31)
وأنت يا عزيزتي لؤلؤه ثمينة في عينيّ زوجك.. وأولادك.. وأهمّ من هذا.. أنت كذلك في عيني الله..
المرأة الأم, العائلة, الطموح, الأمومة, بيتك مملكتك
- عدد الزيارات: 1739