كوني فعّالة في المجتمع

كي تكوني فعّالة في مجتمعك... ولكي تحقّقي الإكتفاء من نتائج عملك... عليك أن تسلكي طريقًا مرسومًا بحسب خطّة منطقيّة ومدروسة...

بالرّغم من السّعي الدّائم نحو تأمين حاجاتنا في الحياة... إلّا انّنا بعض الأحيان نقف فجأة... ننظر من حولنا... نمن دون سابق إنذار يخالجنا شعور بعدم الإكتفاء أو الرّضى عمّا نحن فيه... لا أقصد أنّ شعور الطّمع يطغى في هذا الحال... إنّما نكتشف أنّ ما نقوم به لا يشفي غليل حاجة في داخلنا... حاجة تجعلنا نشعر أنّ ما نفعله هو أمر يخدم الآخرين ويخدمنا في آنٍ معًا... حاجة لأن نكون فعّالين في المجتمع الّذي نعيش فيه...

كي تكوني فعّالة في مجتمعك... ولكي تحقّقي الإكتفاء من نتائج عملك... عليك أن تسلكي طريقًا مرسومًا بحسب خطّة منطقيّة ومدروسة...

في بادىء الأمر... دوّني أهدافك القريبة والبعيدة المدى... فكّري... ما هي رؤيتك لمستقبلك؟!

فكّري أيضًا بكلّ ما تريدين... لماذا تريدين القيام بهذا الأمر أو بذاك؟!

ما هي الخطوات الّتي عليك اتّباعها لتحقّقي هدفك؟!

كيف تتّخذين هذه الخطوات بثبات وثقة وتركيز؟!

ضعي الخطّة... خريطة طريق... برنامج مسيرة... ربّما عليك أن تتخلّي عن أمر ما، أو ربّما أكثر من أمر... قد يكون هذا الأمر لعبة إلكترونيّة معيّنة... بعدها، ضعي الهدف القريب أمام عينيك، وهو أن تنهي كلّ يوم بطريقة أفضل ممّا بدأ... وإلّا، فإنّ الأمر سينتهي بك عند آخر اليوم في المكان الّذي بدأت منه...

هذا الأمر يبقيك في مكانك دون تقدّم... وهذه الحال هي تمامًا كالرّجوع إلى الخلف... تجنّبي هذا لأنّه دون فائدة أو نتيجة... خطّطي لمستقبلك... وتقدّمي نحو الأمام...

خطّطي لحياة تريدينها... تذكّري أنّك بدون خطّة واضحة ومنطقيّة، وبدون هدف واضح أمامك، لا يمكنك أن تحقّقي ما تطمحين إليه إن لم تدركي جيّدًا ماهيّته... وتتبعين خطوات ثابتة في كيفيّة الوصول إليه... فغايتك لن تتحقّق من العدم... لا يوجد شيء "سحريّ" يوصلك إلى مبتغاك دون مجهود منك...

تحدّثي إلى نفسك... خاطبي فكرك بمنطق وعقلانيّة... حدّدي مطالبك... ولا تضيّعي الوقت في التّخبّط العشوائيّ دون تخطيط أو منهجيّة تتبعينها... استخدمي كلّ دقيقة في سبيل تحقيق خطوة إلى الأمام...

غير ذلك، ستجدين أنّ حياتك مرّت دون أهمّيّة تُذكر، وأنّ أيّامك استُهلِكَت دون نتيجة... فكلّ خطوة، صغيرة كانت أم كبيرة لها أثر على مسيرك... ومهما كانت صغيرة، فإنّها تقرّبك من الوصول أكثر فأكثر...

ربّما في بعض الأوقات تحظين بفرصة تمكّنك من القفز فوق العقبات... أو يحالفك الحظّ في تخطّي خطوات صعبة أحيانًا... لكن، عليك أن تجدّي المسير في الأوقات الأخرى، ربّما تتعبين... أو تصابين بصدمات خلال الدّرب...

لذا أقول لك، لا تنظري إلى الوراء، ولا تفكّري في ما يمكن أن تخسري، بل انظري إلى ما ستغنمين في نهاية المطاف... وانتبهي دائمًا ألّا تأخذي منعطفات تبعدك عن الطّريق الأساسيّ الّذي رسمته لنفسك...