Skip to main content

كيف أمنح الهدوء لأولادي؟!

كيف أمنح الهدوء لأولادي؟!

قرّرتُ أن أبدأَ من نفسي... فأنا الأمّ وأنا من عليه أن يحاولَ إصلاحَ الأمور... أو على الأقلّ تغييرُ نوعيّةِ الحديثِ علّني أصلُ إلى هدوءٍ في الكلام...

في أكثرِ الأحيانِ نجدُ أنفسَنا كأمّهاتٍ في صراعٍ لا ينتهي مع أولادِنا... فالجوُّ يبقى معظمَ النّهارِ مشحونًا بعباراتٍ تثير السّخطَ وينتجُ عنها مشاحناتٌ ومشادّاتٌ في الكلام... حاولتُ ملاحظةَ الأمور.. كيفّ تجري؟! ما الّذي يحدثُ حتّى ينتهي بنا الأمرُ في مشادّةٍ كلاميّةٍ لا تنتهي إلّا بصوتٍ عالٍ؟!

قرّرتُ أن أبدأَ من نفسي... فأنا الأمّ وأنا من عليه أن يحاولَ إصلاحَ الأمور... أو على الأقلّ تغييرُ نوعيّةِ الحديثِ علّني أصلُ إلى هدوءٍ في الكلام...

فبدلَ أن أمنعَهم مثلًا من رمي الألعابِ على أرضِ غرفتِهم... بدأتُ يومًا يتجميعِها... وقلت: سأعطيها لابنِ الجيران... رميها على الأرض يعني أنّكم لا تريدونها... فتسارعوا لأخذها وإعادتِها إلى مكانها... حتّى مع المراهقين وأغراضِهم الّتي يحبّونها... هذه الطّريقةُ نافعةٌ جدًّا... صدّقيني...

في وسط المشاحنة... لم أسأل ولدي: لماذا تتكلّم بعصبيّة... بل أخذتُ نفسًا عميقًا... وتابعت الحديثَ بصوتٍ يشبهُ الهمس... لا يمكنك أن تتخيّلي النّظرة على وجه صغيري يومها! أخذ بالضّحكِ... وانتهت المعركةُ بنقاشٍ سليمٍ بسيط...

وحين تعمّ الفوضى غرف الأولاد... لا تصرخي أو تعاقبي... فحينها لن يرتّبَها أحدٌ أو ينظّفها... غيرك أنت... لذا، باشري من زاويةٍ فيها... بصمتٍ وهدوء... اسألي: هل تريد هذه اللّعبة؟! أم أرميها؟! أو حاولي عبارةً أخرى: أين تريدني أن أضع هذا الغرض لك كي تجدَهُ حين تودّ استخدامَه؟! هذه العباراتُ تفعلُ المعجزات... جرّبيها... وسترينهم يتراكضون للمساعدة... حين ينهمكون في العمل معك، تراجعي وراقبيهم يرتّبون بمفردهم...

وأصعبُ موقفٍ... خاصّةً عندما تكونُ ابنتُكِ في سنّ المراهقةِ... وأنتم تجهّزون أنفسَكم للخروج... هي... تأخذُ وقتها في انتقاءِ ثيابِها... وتصفيفِ شعرِها... صدّقيني... أمرٌ لا يحتمل... ووقتٌ ضائعٌ... يوصل العائلة كلّها إلى التّأخّرِ عن الموعد المحدّد... في هذه الحال... لا ينفعُ الإستعجال... لذا... قبل البدء بتحضير باقي أفراد العائلة، اسأليها: هل فكّرتِ ماذا سترتدين؟! دعيني أساعدُكِ قبل أن أبدأ بتجهيزِ نفسي... وانظري الحماس... لأنّها شعرَت بأهمّيتِها عندك...

نصائحٌ ربّما بسيطة... لكنّها تسهّلُ الكثير وتحلّ مشاكلّ يوميّة نواجهها كلّنا دون استثناء... أقول هذا لأنّ الهدوء في المنزلِ يمنح الطّفلَ الرّاحةَ والسّلامَ... يملأ روحَه بالطّمانينة والأمان... وهكذا يحملُ ما تعلّمَه في بيته وبين أفرادِ أسرتِه إلى الخارج...

باختصار... هكذا نربّيَ جيلًا مسالمًا... محبًّا... علّنا نمكّنهم من العيشِ في عالمٍ أفضلَ ممّا عشناه من حروبٍ ومناوشاتٍ وصراعات...

الأمان, تربية الأولاد, التربية المنزلية, التربية السليمة, السلام المنزلي, سن المراهقة, حل المشاكل العائلية, الجيل الجديد, الطمأنينة

  • عدد الزيارات: 2057