Skip to main content

الأطفال أيضًا يغضبون

الأطفال أيضًا يغضبون

حين نرفض طلبًا ما لأطفالنا... أو نمنعهم من القيام بأمر ما لسبب أو لآخر... حين نرغمهم بقساوة على القيام بما نراه مناسبًا... حالات ومواقف مختلفة تبعث في نفوس أطفالنا الغضب...

في بعض الأحيان نرى موجات عارمة من الغضب والتّمرّد تنفجر أمامنا إن في بكاء، أو عناد أو كسر الألعاب... طرق عديدة يعبّر فيها الطّفل عن مدى غضبه... وأحيانًا من دون سبب نرى ردّات فعل غاضبة لدى أطفالنا... في مطلق الأحوال، علينا التّصرّف... لكي نهدّء نفوس أطفالنا وندرّبهم شيئًا فشيئًا على التّخلّص من مشاعر الغضب، دون كبتها في داخلهم...

أوّل ما علينا فعله هو تنظيم أوقات النّوم عند أولادنا... خصوصًا إن كانوا في سنّ ما قبل الذّهاب إلى المدرسة.. فالتّنظيم والدّقة في أوقات النّوم والرّاحة تلعب دورًا رئيسيًّا في تهدئة جسم الطّفل... طبعًا، انتظام أوقات الطّعام تمشي بموازاة تنظيم النّوم...

في بعض الحالات، يكون الرّوتين اليوميّ أيضًا سببًا للملل عند الأطفال، ما يجعل مزاجهم صعبًا، وبالتّالي ينفجرون غاضبين من كثرة الضّجر أو الملل... لذا من الجيّد أن نتركهم يركضون لبعض الوقت... أو يرقصون بينما يشاهدون التّلفاز... أو يقومون بأيّ حركة جسديّة تخرج الطّاقة المكبوتة فيهم... هذا يخفّف احتقان الملل قبل أن ينفجر بشكل من أشكال الغضب...

من الطّبيعي، كلّنا نودّ أن يظهر أطفالنا بأبهى حللهم... ولكن لا بأس إن تركناهم يختارون ملابسهم من وقت لآخر... فحين نمنحهم فرصة لاختيار شيء ما، نعزّز في داخلهم الشّعور بالإستقلاليّة (ضمن الحدود المعقولة)... أو ربّما نعطيهم فرصة اختيار شراء شيء ما، لعبة، أو حلوى أو أيّ شيء... المهمّ أن يشعر الطّفل بأنّ من حقّه أن يختار، وأنّه مسؤول عن اختياره...

أما بالنّسبة لكيفيّة التّعامل والتّواصل مع الطّفل أثناء موجة الغضب... فهي صلب الموضوع...

بالدّرجة الأولى، علينا أن نتمالك أنفسنا بالتّمام... وأن نبقي أصواتنا على مستوى الهدوء التّام، بينما نتحدّث إلى الطّفل... إضافة إلى ذلك، علينا أن ننزل بمستوى جسدنا إلى مستوى الطّفل... فننظر مباشرة إلى عينيه بينما نكلّمه... من غير المستحب  في هذه الحال أن ننظر إلى الطّفل من مستوى ارتفاع قامتنا...

أمّا الخطوة التّالية، فهي الإصغاء إلى ما يودّ الطّفل قوله... فبعد أن نشرح له أو نهدّءه ولو قليلًا، يجب علينا أن نصغي لما يقوله، هذا يلقّنه عدّة دروس في آن معًا كما يساعدنا على فهم ما يغضبه... ففي إصغائنا يتعلّم الطّفل احترام مشاعر الآخرين، كما أنّه يدرك أنّ الحوار هو الحلّ المناسب للمشاكل...

لا ضرورة للقول بأنّه علينا أن نضع جانبًا العقاب القاسي والغير عادل في حالات الغضب... هكذا عقاب لا يأتي إلّا بنتيجة سلبيّة... فيتطوّر الغضب إلى تمرّد وكراهية وعنف...

في خلاصة الموضوع... أفضل مثال يبعد عن أطفالنا نوبات الغضب المتعبة... هو نحن... في التّربية المنزليّة، نحن القدوة الوحيدة لهم... نحن مرآتهم، يعكسون تصرّفاتنا، إذ أنّهم يراقبون أفعالنا وتصرّفاتنا وردّات فعلنا... ثمّ يتلونها فيما بعد... أي أنّهم يتلقّنون تصرّفاتنا من خلال المراقبة بصمت...

لذا، فعندما نحن نتمتّع بالسّلام الدّاخليّ، والعقلانيّة والصّبر والقدرة على السّيطرة على مشاعرنا، ننقل إلى أطفالنا الإيجابيّة في التّعامل مع المصاعب، ونعزّز في فكرهم أسلوب التّواصل السّلميّ والحوار البنّاء والتّفاعل السّليم...

الهدوء, التواصل, الحوار , التربية المنزلية, الغضب لدى الأطفال, التفاعل السليم, موجات الغضب, السيطرة على الغضب, التمرد والعنف, الملل عند الأطفال

  • عدد الزيارات: 2120