أولادنا والألواح الذّكيّة 2
الشّاشات الّتي تعمل من خلال اللّمس وقلّة النّوم تؤخّر من نموّ الأطفال الطّبيعي!!
الإستعمال اليوميّ للشّاشات الّتي تعمل عن طريق اللّمس في سنّ صغير – أي الأطفال في عمر الحضانة أو أقلّ – تترافق مع تأخير أوقات النّوم لهؤلاء الأطفال بالإضافة إلى إنخفاض في ساعات النّوم... فالنّوم هو العنصر الأهم للطّفل... ويلعب دورًا كبيرًا ومهمًّا في التّطوّر العصبي والمطاوعة في دماغ الطّفل...
يتماشى نمط النّوم ونموّ الدّماغ لدى الأطفال - في العمر الّذي ذكرناه في بداية المقالة – بشكل متوازي. ويخضع هذان النّمطان لتطوّر وتغيير في السّنوات الأولى من الحياة. مع العلم بأنّ ليونة العصب في الطفولة تكون في أوجها... فإنّ النّوم لديه التّأثير الأكبر على الدّماغ والإدراك خلال هذه المرحلة العمريّة من النّموّ المبكّر. لكن... حوالي 20 إلى 30% من الأطفال يعانون مشكل مع النّوم. إحدى المؤثّرات على ساعات النّوم القليلة هو الإستعمال الكثيف لشاشات الإعلام، مثلاً، مشاهدة التّلفاز وأشرطة الفيديو...
في عمر ما قبل المدرسة، تكون الشّاشات العاملة على اللّمس مصدرًا أساسيًّا يستقطب إنتباه الأطفال وتحفّز حشريّته في إستخدامها... وقد ساهمت عوامل عديدة في إنتشار هذه الأجهزة بسرعة كبيرة منها سهولة حملها وإعداداتها المتميّزة... ويجب التّنويه بأنّ هذا الإنتشار الواسع والسّريع قد أثار قلقًا جدّيًّا لدى الأهل، والمدرّسين... إنّما... يبقى تأثيرها - من ناحية قلّة ساعات النّوم – غير مؤكّد...
أجريَ إختبار حقليّ في المملكة المتّحدة للبحث عن العلاقة بين استعمال هذه الشّاشات وقلّة النّوم عند الأطفال بين 6 إلى 36 شهرًا من العمر. رسمت هذه الدّراسة مسار النّوم لحوالي 3000 طفل منذ الولادة حتّى سنّ السّابعة من العمر، ووجدت بأنّ 60% من الأولاد لديهم مسارات متشابهة في النّوم: أكثريّتهم ممّن هم قليلو النّوم منذ بداية حياتهم (45%)، والباقون تبيّن بأنّهم ينامون بشكل متقطّع لأوقات قصيرة (12%)، أو يفتقرون إلى القدرة على النّوم (3%).
والنّتائج تفيد، قلّة فترة النّوم في السّنتين الأوّليتين من العمر لديها نتائج على المدى البعيد في ما يختصّ بالنّموّ... هذه الأمور الّتي توصّلت إليها الدّراسة تشير إلى مشاكل عديدة... مثلاً: صعوبة في النّوم، أوقات غير منتظمة في الذّهاب إلى الفراش، وأمّا ما يتأتّى منها فهو مشاكل في التّركيز والصّحّة الجسديّة، بالإضافة إلى انخفاض جودة الأداء الأكاديمي وصعوبة في إكتساب المعرفة... نصحت الدّراسة بإبقاء الشّاشات خارج غرف نوم الأطفال خاصّة...
ولهذا التّاريخ، فإنّ الدّراسات والأبحاث بخصوص التّأثير الطّويل الأمد لقلّة النّوم في المراحل الأولى من النّموّ تبقى محدودة... بينما 90% من الدّراسات توضح الرّابط بين البقاء أمام الشّاشات ووقت النّوم القصير إجمالاً... وبالشّاشات نقصد: مشاهد التّلفاز، إستعمال الهاواتف الجوّالة وأجهزة التّكنولوجيا... بإختصار هي تفيد:
1- الإعلام والشّاشات على أنواعها، يرتبط مباشرة بقلّة النّوم لدى الأطفال والبالغين أيضًا
2- إستخدام الشّاشات العاملة على اللّمس متفشّية بنسبة كبيرة بين الأطفال
3- النّوم يلعب دورًا أساسيًّا في المراحل الأولى لنموّ الدّماغ والقدرة على الإكتساب، ومن المهمّ أن ندرك العلاقة بين استخدام هذه الشّاشات وساعات النّوم...
تابعونا في مقالات أخرى تتعلّق بهذا الموضوع...
التكنولوجيا, الصحة, السمع, الأطفال, النوم, التفاعل, النطق
- عدد الزيارات: 4300