الحب الأعمى
لكن أن نحبَّ شخصاً ونعطي الكثير في سبيل حبِّه، من دون أن يبادلنا الشعور ذاته، فهذا ليس "حباً".
تبدأ قصص الحب بغرامٍ يفوق الخيال... ويتحدى الحبيبان الواقع والظروف... ويتخطَّيان رأي الأهل
والأصحاب، ويتوَّجان حبهما بزواجٍ سرعان ما يكشف البصيرة، لتنفتح العيون على العيوب...
وما أكثرها!!
العلاقة المتينة تُبنى على الحب والإحترام... وتستمر من خلال التضحية والتقدير المتبادل...
والتبادل يعني أني أخذ من الطرف الواحد، وأعطي بدوري الطرف الآخر.
لكن أن نحبَّ شخصاً ونعطي الكثير في سبيل حبِّه، من دون أن يبادلنا الشعور ذاته، فهذا ليس "حباً".
أحياناً نُعطي بدورنا الكثير... الكثير، لكننا لا ننتبه بأننا لا نأخذ شيئاً بالمقابل، وقد نغرق في الحب لدرجة أنَّ عقولنا لا تعود قادرة على التمييز بين الحب... والأنانية، بين التضحية... والإستغلال، ونسترسل في العطاء لدرجة... الإستنزاف، دون أن نلاحظ بأننا قد وصلنا إلى النهاية... كل ذلك لأن الحب قد أعمى بصيرتنا وأغلق على أذهاننا؛ في حين أنَّ الشخص الآخر غارقٌ في أنانيَّته، يتلذَّذ بتضحياتنا، ويَنْعَمُ بعطاءاتنا، ويُمْعِنُ بحبِّه لِذَاتِه حتى الجنون...
مهلاً عزيزتي... هذا ليس حباً... إنه إستغلالٌ لعواطفكِ وقدراتكِ... وهو إحتقارٌ لمشاعركِ ووجدانكِ... وقد يكون إحتكاراً لأوقاتكِ وأموالكِ معاً. نعم هكذا وبكل بساطة!!
لكن كيف تُميِّزين بين شخصٍ يبادلكِ المحبة، وآخر يَسْتَغِلُّها لمصلحته الشخصية، بين شخصٍ يُقَدِّركِ وآخر يفترس مشاعركِ ويستنزفكِ حتى الرمق الأخير؟ إليكِ بعض ألادلة:
١. يكذب
الكذب هو الإشارة الأولى التي تزعزع الثقة. إنه لا يقول الحقيقة. ولا يخبركِ إلى أين يذهب، ولا بمن يلتقي. إذن هو لا يقيم أي إعتبار للثقة والصراحة بينكما، لذلك هو لا يستحقُّكِ .
٢. يَسْتَخِفُّ بكِ ويَسْتصغرك
يعمَد إلى توجيه كلمات الإهانة والتحقير لكي يستصغركِ أمام الآخرين أو منفردين. واللجوء إلى الأذى المعنوي أمرٌ طبيعي بالنسبة إليه لأنه لا يُقيم لكِ إعتباراً.
٣. يحب الأخذ ويتجنَّب العطاء
الشخص المُحِبُّ هو شخصٌ معطاء، لا يبخل بحبه وإهتمامه بكِ... ولا يبخل عليك بوقته ولا بماله.
أما الذي يستغلُّكِ فهو لا يعرف معنى الحب.
٤. لا يمكن الإعتماد عليه
إنه يتهرَّب من تحمُّل المسؤولية. فيختلق الأعذار أو يَدَّعي بأنه مشغول عندما تحتاجينه في أمر يتعلَّق بكِ.
٥. أناني مُنتَفِخ ومغرور
هو لا يهتم عندما تُحَقِّقين نجاحاً مُعيَّناً بل على العكس. إنه يتفاخر وينسب الأمر إليه، ويَدَّعي بأنه هو صاحب الإنجاز... فبدل أن يشجِّعكِ أصبح منافسكِ الأوَّل.
عزيزتي... لا تسمحي للحب الأعمى أن يعمي بصيرتك... إستفيقي وانتبهي وافهمي وضعك...
إذا كان الوضع سىء إلى هذه الدرجة وإخترت البقاء... فعلى الأقل أصبحت تفهمين الوضع على حقيقته ولا أوهام... ولا شكوك بنفسك... فالتضحية للعائلة من أسمى الصفات...
يا ليت كل صبية تنتبه لإنتقاء الشخص الذي يبادلها كل الحب والتقدير!!
التقدير, الحب, التضحية, العطاء, الإستغلال, الشعور, الأنانية, الإحترام, الحبيبان
- عدد الزيارات: 4432