جوجل المحبوب
درجة التفاهم بيني وبين أي شخص، وحسن النية بيننا، هو مؤشر عن مدى التوافق الطبيعي
ليت (زوجي، زوجتي) جوجل
إن الحب من أسمى صفات الحياة السعيدة، التفاهم هو لغة هذا الحب والتي تترجم إلى علاقة سلسة ومثمرة يستمتع بها كل منا ونسعى إليها جميعنا، ونشتاق إليها. ودرجة التفاهم بيني وبين أي شخص وحسن النية بيننا، هو مؤشر عن مدى التوافق الطبيعي، وأما ما يحدث أحيانا من خلافات نحن أنفسنا لو نظرنا إليها لا نجد لها سبب فإنما هو نتيجة عدم فهم كل منا للآخر أو إساءة فهم ما يقوله الآخر، وفي ظل أي توتر بسيط يكزن قائم بيننا، يبدأ سوء الفهم يتحول إلى سو ظن ومن ثم خلافات تتفاقم وليس لها أي أساس حقيقي.
وهذا ما حدث بيني وبين زوجي.
حين بدأت أشعر أن سعادتنا كادت أن تُسرق منا بسبب خلافات ليس لها أساس، تفاهات الأمور.
دخلت إلى غرفتي محاولة أن أفتح الإنترنت وأبحث عن كلمة شفاء للعلاقات الزوجية، أو نصائح أتبعها للحفاظ على زوجي وبيتي، ولم أكن أعرف تحديدا كلمة البحث التي أكتبها أو أبدأ بها.
ففتحت الإنترنت ولجأت إلى جوجل.
كتبت أول ثلاث أحرف من الكلمة فأكمل لي إقتراحات عما أبحث عنه
فلكتب جملة كاملة، فقال لي (أتقصد ان تقول كذا... بدلا من كذا؟)
بالحقيقة توقفت عن البحث، وظللت إردد.
جوجل الحل
جوجل الحل
ربما على أن أكن له جوجل، أفهمه من أقل الأحرف.
وإن البَس على الأمر في فهم شيء يقوله، ربما كان الأصوب من أن أفسره أنا بفكر ربما كان خاطئ، أن ألجاء إليه وأساله (العلك تريد أن تقول كذا).
لماذا أفسر كلامه أنا أحيانا بسوء فهم أو بسوء ظن؟
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثم ".
إن سوء الظن وسوء الفهم يُسفر عن تفكك في عُرى المحبة والمودة بين الأزواج، بل بين أي جماعة.
وكما قالت الحكمة "ليس هناك شيء جيد أو سيء في ذاته، لكن تفكيرنا هو ما يجعله كذلك"
ربما نتيجة الغضب نستقبل أحيانا ما نسمعه بشكل غير حقيقي.
لذلك قيل" اغضبوا ولا تخطئوا، لا تغرب الشمس على غضبكم لا تعطوا لإبليس مكانا"
ربما علينا أن نُنقي فكرنا طاردين الأفكار التي يلقيها الغضب علينا، حتى يتثنى لنا أن نفهم ما يقال بشكل صحيح.
"نقي أولا داخل الكاس والطاس"
ربما علينا ان نُنقي ذهننا وقلبنا قبل أن ننظر الي ما نسمعه ونفسره بشكل خاطئ
"أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به "
فالإنسان النقي القلب لا يسئ الفهم بل يحيط نفسه بسياج من الحب والإستنارة.
إن أكن له جوجل، لن يلجأ لغيري كي يفهمه، ولن أغضب منه بسوء فهمي.
فمن منا لا يحب جوجل!
- عدد الزيارات: 2578