Skip to main content

في السـراء والضراء

"في السراء والضراء" هو أحد العهود التي يتخذها العروسان يوم زفافهما، بأن يحب كل واحد الآخر في كل مواسـم وظروف الحـياة. ولكن هل يحفظ الزوجان عهودهما إلى أن يفرق الموت بينهما؟ للأسف الشديد قليلون جدا هم الذين يحافظون على عهد الزواج كما فعل هذا الرجل.

في صباح أحد الأيام ذهب رجل مسـن إلى مركز الطواريء لإزالة القطب من يده التي كان قد أجري لها عملية جراحية. فساعدته إحدى الممرضات في إيجاد مقعد له في قاعة الإنتظارالمزدحمة بالمرضى. وبينما كانت تقتاده إلى الكرسي قال لها: "أيتها الممرضة أنا في عجلة من أمري لدي موعد  بعد ساعة من الآن." وبينما كان طابور المرضى يسير ببطء كان هو ينظر إلى ساعته بين الحين والآخر والقلق باد ٍ على وجهه.

لاحظت الممرضة إضطرابه وعلمت أنه سيتأخر عن موعده فذهبت إليه واقتادته الى غرفة مجاورة وأجلسته على كرسي وتفحصت يده وعندما وجدت بأن الجرح يبدو عليه أنه قد شفي ذهبت لتستشير أحد الأطباء وتطلب منه إن كان يسمح لها بإزالة القطب من يـد الرجل الذي كان في عجلة من أمره بسبب موعد آخر لديه، فسمح لها الطبيب بذلك. وبينما كانت تزيل الضمادة عن يـد الرجل العجوز سألته: "هل أنت مستعجل بسبب موعد مع طبيب آخـر؟." أجاب :"كلا ليس لدي موعد مع طبيب آخر بل أنا في طريقي لتناول الفطور مع زوجتي التي تعيش في مركز المسنين". سألته الممرضة عن صحة زوجته وعلمت منه بأنها تعاني من مرض فقدان الذاكرة (الألزهايمر) سألته: "وهل ستتضايق زوجتك إن تأخرت عليها؟" أجابها: "منذ خمس سنوات وهي لا تعرفني ولا تتذكرني." وباستغراب سألت الممرضة: "إنها لا تعرف من أنت ومع ذلك تذهب إليها كل صباح؟" أجابها الرجل المسن وهو يربت على يدها: "نعـم، هي لا تعرف من أنا ومن أكون، ولكن أنا ما زلت أعرف من تكون هي".

"في السراء والضراء" هو أحد العهود التي يتخذها العروسان يوم زفافهما، بأن يحب كل واحد الآخر في كل مواسـم وظروف الحـياة. ولكن هل يحفظ الزوجان عهودهما إلى أن يفرق الموت بينهما؟ للأسف الشديد قليلون جدا هم الذين يحافظون على عهد الزواج كما فعل هذا الرجل.

فالناس في عصرنا الحالي ينفصلون ويطلقون لأتفـه الأسـباب، لا بل كثيرون هم الذين يتمردون على مباديء القيم والأخلاق ويعتقدون بأن الزواج هو موضة قديمة فيلجأون إلى المـُساكـَنة والعيش كما يحلو لهم. غيرعالمين أن عصيانهم وتمردهم هو ضـد قانون الله بالدرجة الأولى وليس ضـد أنظمة المجتمع وقوانينه. لأن الله هـو الذي وضع سـنة الزواج مـنذ بـدء الخليقة لصالح الانسان وصحته الجسدية والنفسية والروحية.

ما رأيك؟ هل أنت مع حفظ عـهـد الزواج في كل الظروف والأحوال؟

الزواج, عهد, منى, العروسان, الحـياة, الرجل, الناس, مباديء, قيم, أخلاق, المـُساكـَنة, في السـراء والضراء, Through thick and thin

  • عدد الزيارات: 4929