أبي.. إحترم عقلي
"بابا إحترم ذكائي، إن الألعاب جماد لا عقل لها ولا تسمع". ومن هنا أدركت أهمـيّة ألا نعطي أولادنا أفكاراً مغلوطة، تحت أي مسمى سواء صِغَرْ سنهم أو عدم ادراكهم.
تعودت ابنتي كلما وقعت على الأرض أو إصطدمت بأي شيء أن تلقي اللوم على الشيء الذي كان السبب في سقوطها أو إصطدامها. لقد تعلمت هذا من مربيتها الخاصة التي كانت تحتضنها كلما وقعت وتقوم بتعنيف ولوم الشيء الذي سبب لها السقطة...
وفي يوم من الأيام كانت تجري وتلعب بالكرة الخاصة بها، فألقت الكرة بشدة على الحائط، فارتدت الكرة بنفس الشدة وارتطمت برأسها، فبكت إبنتي وأسرعت إلي طالبة مني أن أقوم بتأديب الكرة ولومها والإقتصاص منها لأنها كانت السبب في ألمها....
فشرحت لها وأفهمتها بطريقة مبسطة أن الكرة جماد وليس لها عقل، وأنه علينا نحن أن نتحمل نتيجة تصرفاتنا وأخطائنا، وفي الحقيقة كنت قلقة بشأن كيفية تبسيط الأمر لها، وما إذا كانت تستوعب كلامي وتفهم ما أقول، إلا أنني فوجئت عندما وجدتها تصغي إلى كلامي بكل إهتمام وتركيز...
وبعد عِـدة أيام عندما عاد والدها من العمل ورن جرس الباب أسـرعت كالمعتاد كي ترتمي في حضنه وبينما هي تركض علقت رجلها بالألعاب المنتشرة في أرض غرفتها فوقعت وأخذت تبكي وتنادي: بابا إلحقني...
فأسرع إليها والدها وإحتضنها وبدأ في تعنيف الألعاب التي تسببت في وقوعها،
...فنظرَت إليه وقالت له كلمات لم أكن أتوقع سماعها
قالت له "بابا إحترم ذكائي، إن الألعاب جماد لا عقل لها ولا تسمع".
ومن هنا أدركت أهمية ألا نعطي أولادنا أفكاراً مغلوطة، تحت أي مسمى سواء صِغـَرْ سنهم أو عدم إدراكهم.
قـد نتلقى يوميا العديد من الأسئلة الصعبة والدقيقة من أولادنا وعلينا أن نعرف كيف نقدم لهم إجابات بسـيطة... لكن صادقة... وصحيحة... كي نبني شخصياتهم على أسس سليمة وفضائل سامية...
العنف, عقلي, العقل, الأبناء, إبنتي, جماد, إحترم, تعنيف, أبي.. إحترم عقلي, Dad admire my mind...
- عدد الزيارات: 3945