Skip to main content

طفلتي لا تساعدني ولا تُصغي

طفلتي لا تساعدني ولا تُصغي إليَّ... أصبحت وقِحة وهذا يتطلَّب تأديبها... أم هناك طريقة أخرى؟

تأديب أم مناقشة؟

طفلتي لا تساعدني ولا تُصغي إليَّ... أصبحت وقِحة وهذا يتطلَّب تأديبها... أم هناك طريقة أخرى؟

فالأمومة ليست روتيناً يُدارُ أوتوماتيكياً... والتأديب المباشر مناسب جداً في بعض الأحيان... وفي أحيان أخرى لا يكون مناسباً... ومن الضروري التصرف بحكمةٍ من قِبَل الوالدين وإيجاد الطريقة الفضلى للتعامل مع الطفل بما يتناسب مع الحالة التي يمر بها في الظرف الراهن...

ولكي تستطيعي مساعدة طفلَكِ، عليكِ أن تتفهَّميه / تتفهَّمينها... مثلاً... ربما يكون طفلَكِ قد واجه يوماً عصيباً في المدرسة. وربما يكون قد لاقى معاملة سيِّئة من رفاقه، أو ربما يكون طفلك غاضباً من شيء آخر...

لذا، كيف يمكننا أن نعرف السبب الذي يزعجه؟

إسأليه!! إنه لمن المفيد أن تقطعي وقتاً قليلاً من جدول أعمالك المزدحم وتخصيصه لأحد أطفالك للحديث معه...

مهلاً أيها الصغير...

تعال وإجلس بجانبي ولنجرِ حديثاً منفرداً على حدة... أخبرني كيف كان يومك؟؟؟

وقد يفاجئكِ الجواب...

ليس جيِّداً يا أماه... ليس جيِّداً؛ فقد خسر فريقي الذي أنتمي إليه... كما أنَّ صديقي المفضَّل لا يتكلم معي ...

أو قد يكون جوابه (مؤلم لسماعه)، لم أقم بواجباتي المدرسية جيِّداً اليوم...

حسناً، كيف يمكنني مساعدتك لكي تشعر بالتحسن يا عزيزي؟ (رغم أنك قد قمتِ بهذا فعلاً بمجرد الإستماع له)، من خلال إفساح المجال له للتعبير عما في داخله، والإيحاء له بأنك موضع ثقته وإستعدادك لتفهّمه، وإظهار المحبة المدهشة له والنابعة من قلب الأمومة.

نعم يا عزيزي... هذا مؤلمٌ حقاً"... إنَّ جل ما يفهمه الطفل هنا هو: "إنَّ ما يجري في حياتكَ، مهمٌ جداً بالنسبة لي"... وهنا تجدين فرصةً متاحةً لكي تثقفي طفلَكِ حول كيفية السماح للأشياء التي تحصل معه بأن تؤثِّر على حياته.

إنَّ كيفية توجيه عواطفه في الحياة تؤثِّر تأثيراً مباشراً على عائلته... ويمكنكِ أن تؤكدي على إهتمامكِ بمشاعره بقولكِ:

حبيبي، أعلم بما تشعر به الآن. لكن ما تحس به من جرَّاء هذا الأمر ليس له الأولوية في الحياة (مثلا) أليس كذلك؟ 

وجِّهي أفكار أطفالكِ نحو الصلاح، وأخبريهم بأنهم يحتاجون للإعتماد على الله والثقة به. والحقيقة أنَّ حادثة بسيطة مثل هذه يمكنها أن تكون درساً... لكما أنتما الإثنين... ولا بد من تذكيرهم إنَّ الله ما زال يحبهم، وإن كانوا في حالة غضب كهذه.

"إنَّ الله لا يعاملنا كما تستحق خطايانا". (وإن كان الله يعاملني ويعاملكِ بحسب خطايانا، فنحن إذاً نواجه مشكلة عصيبة.)

إنَّ تصرفنا كوالدين على هذا النحو عندما يواجه أولادنا مشكلة ما، لا يأتي عن طريق الصدفة. ولا توجد أية طريقة تقنية سحرية تُستَخدَم في ظرفٍ كهذا. فهذا النوع من الحوار الحبي هو نتيجة تخطيط من قِبَل الأم والأب معاً... كما أنه نتيجة مراقبة الأشياء بعناية والتي تحدث في عالم حياة الأطفال. وفي هذه الحالة، لا بد للأم أن تختار ما هو الأفضل في معالجة حالة الغضب \ التصرف السىء التي يواجهها طفلها. وتأتي طريقة المعالجة كنتيجة الإلتزام الثابت نحو الله في مواجهة المشاكل اليومية التي تواجهنا في الحياة... 

وهذه السلوكيات أو التصرفات هي جزء من الجهد الواعي من قِبَل الوالدين لجعل الحكمة المعطاة لهم من الله مقبولة لدى أطفالهم. إنها الطريقة الوحيدة لكي يتحلى بها أولادك في المستقبل؛ إنها تزينهم بجمال نعمة الله.

المحبة, الثقة, المشاعر, الغاضب, التأديب, الأمومة, السماح, الصلاح, طفلتي لا تساعدني ولا تُصغي, My Child Does Not Help Me and Do Not Listen

  • عدد الزيارات: 3343