Skip to main content

الجدل في الزواج!

إستمرا في حبكما... حتى وسط الظروف والأوقات الصعبة... فلا مفرّ من ذلك...

كم عدد المرات التي وجدتَ فيها زوجين على توافق تام؟

هم يقولون: " إن وجدتَ زوجين متوافقين تماماً، فاعلم أنَّ أحداً منهما متسامحٌ جداً"!!!

قال أحدهم: " تعلَّمتُ منذ زمنٍ طويل، عندما أكون في خلافٍ مع زوجتي، حتى وإن كُنتُ على صواب... أُقدِّم الإعتذار في الحال "!!

حقاً؟؟ أهذا الحل لكي نتجنَّب المجادلات قدَر الإمكان في الزواج...

وهل هذه نصيحةٌ جيِّدة؟؟؟

وإلى متى يستطيع الإنسان تجميع وتكديس هذه الخلافات؟

أم هذه وصفةٌ علميَّة تحملك على الإنفجار يوماً ما؟

وما هو عدد الأزواج الذين رأيتهم على توافق تام؟

حقاً إنَّ هذا لمضحكٌ جداً!!!... لقد أجريتُ بحثاً عن الموضوع وسألتُ جميع الأزواج عندما كُنتُ في سن الثامنة عشر من عمري، وقبل أن أُقبل أنا شخصياً على الزواج!!! وأحزروا ماذا كانت النتيجة...؟ لم يكن أحدٌ ممن سألتهم سعيداً...

لم يكن أي زواج منهم سليماً مئة بالمئة... لكنهم جميعاً ظلّوا متزوجين...

والآن وبعد سنين عديدة، إلتقيتُ العديد العديد من الأزواج، ولا أخفي عنكم أنني وجدتُ القليل القليل منهم في تناغمِ تام، ونادراً ما يختلفوا... ( أو أنهم يظهرون هكذا!!! )

فالخلافات لا بدّ منها.

وفي النهاية، فإنَّ الزواج هو هكذا!!

فكيف لنا إذاً أن نكون في حالة خلاف حقيقي ومستمر... من دون تصعيد وإنزلاق نحو حربٍ شاملة، تهين أنفسنا وتتلِف علاقتنا؟؟؟

فكلُّ شيءٍ في الحياة إنما يُدار في إطار مجموعةٍ من القواعد... أليس هذا صحيحاً؟

لذا، إن تجاهلتَ هذه القواعد... فإنك ستجد نفسك وسط الفوضى... وهذا هو الحال نفسه في التعامل مع الخلافات إن حصلَتْ مع زوجتك أو زوجك.

أولا وقبل البدء بالنصائح!!! الصفة الغير مرغوب بها أبدا هي الغضب... فالغضب شعورٌ لا يُقاوَم... إنما.... لا بدّ أن يبقى تحت السيطرة... هل تعلمي بأنَّ الله نفسه سمح بالغضب؟؟!! نعم فإنَّ الغضب ليس خطيئة!!! يقول " إغضبوا ولا تخطئوا ". ...فالغضب هو أحد العواطف البشرية المشروعة... ولا بدّ لكل شخصٍ أن يختبر هذا الشعور في وقتٍ من الأوقات أيضاً... لكن تذكروا القول " فكن مسرعاً في الإستماع... مبطئاً في التكلّم... مبطئاً في الغضب. "

واليكم  بعض النصائح التي ( قد ) نرجو أن تساعدك على التركيز لمناقشة مواضيع الإختلافات... ( التي تصبح خلافات) :

واحدةٌ واحدة...  مسألةٌ واحدة فقط لا غير في كل مناقشة!!!

ناقشي ( ناقش ) مسألة واحدة في وقتٍ واحد - ولا... ثمَّ لا... أن تُقحِمي مسائل أخرى في الحديث... تعاملي مع المسألة المُستجِدَّة الأساسيَّة فقط... فقط!

الوقت المناسب... لا ضرورة بالإسراع للتكلم الآن. إنتظري ( إنتظر ) لكي تتكلَّمي عن الموضوع عندما تهدأ المشاعر...

 ربما في الغد يكون الوقت مناسباً أكثر، أو ربما بعد عشرة أيام... لا بأس .عندما يصبح كلاكما أكثر عقلانية ولديكما التفكير الواضح، عندها تستطيعان أن تتكلَّما... ( ليس عندما تكونان على موعد غذاء أو عشاء مثلاً، تمضيان وقتاً ممتعاً معا. ) لا تفسدي الأوقات الجميلة..

اللسان اللين... سيطري ( سيطر ) على عواطفك وأعطِ جواباً ليِّناً، أصغِي، إنتقيِ كلماتك بإعتناء بالغ، ولا تُظهِري عدم الإحترام له... ( لها )... إستمعي إليه. ولا تُسرعي وتقفزي وتُكثِري من الكلام... فأنت تريدين أن تكوني مسموعةً... كذلك هو أيضاً... وبلطف أكدي الحاجة أن يستمع اليك أيضا...

ألنضوج... كوني منفتحةً لأن تُجري بعض التغييرات في ذاتك... فلا بد أنك تحتاجين لبعض التغيير أيضاً... ( كلنا نحتاج أن ننضج والمعلومات الجديدة البناءة التي نستمع إليها تشجع التأقلم والإنفتاح )

وأهم نصيحة... حافظ على حبك لها / له... ولا تكتما حبكما بعضكما لبعض لمجرَّد أنكما إختلفتما على شيءْ ما.

فالزواج هو عمل إرتقاءٍ مستمر...

إستمرا في حبكما... حتى وسط الظروف والأوقات الصعبة... فلا مفرّ من ذلك...

والله الموفق!

الزواج, الحب الحقيقي, الاحترام, الحب, الغضب, الاختلافات, الزواج السعيد, الخلافات, الجدل في الزواج!

  • عدد الزيارات: 3045