Skip to main content

يحبّها... لكنه يكره أولادها

"ولادك؟ بحطّن بعيوني"... جملة لطالما رددّها العديد من الرجال أمام إمرأة سرقت منها الحياة شريكاً... وخلّفت لها أولاداً ورغبات... لكن... لكن، بعد الزواج، سقط القناع عن وجه الرجل الذي تراجع عن وعوده، وتحوّل حبّه لأولادها كرهاً وحقداً... فما هي الأسباب التي تكمن وراء هذا التغيير المفاجئ؟

"ولادك؟ بحطّن بعيوني"...

جملة لطالما رددّها العديد من الرجال أمام إمرأة سرقت منها الحياة شريكاً... وخلّفت لها أولاداً ورغبات... لكن...

...لكن، بعد الزواج، سقط القناع عن وجه الرجل الذي تراجع عن وعوده، وتحوّل حبّه لأولادها كرهاً وحقداً... فما هي الأسباب التي تكمن وراء هذا التغيير المفاجئ؟

يقول أستاذ مادّة علم النفس في الجامعة اللبنانيّة، الدكتور أحمد علمي، إنّ وجود "أب بديل" في الأسرة، في ظلّ غياب الأب البيولوجي، يضمن إستقرار العائلة المعنوي والمادي، ويمدّ الأم بما يكفيها من حبّ وطاقة لتقدمهما الى أولادها. وفي وضع مماثل، يعتبر الرجل - في بعض الحالات - بمثابة القدوة للأولاد، مساهماً في تكوين شخصيّتهم، ومسؤولاً عن ضمان إستمرار الأسرة. ولكن، قد يتهرّب بعض الرجال من تلك المسؤوليات ويتجاهلونها بسبب مشاعرهم التي تسيطر عليهم، فيصرخون: "لا لأولادها!".

إنّ الحنان الذي يظهره بداية لكسب رضاء زوجته، غالباً ما يزول بسرعة ويتجلّى من خلال هذه التصرّفات:
¶ تهميش الأولاد وتجاهلهم: لا يلقي التحيّة عليهم مثلاً، ولا يتحدث إليهم.
¶ تضخيم سلبياتهم... لتبرير كرهه لهم أمام والدتهم.
¶ لا يمدح مهاراتهم... بل يحاول تحقيرهم وقمعهم.
¶ يعطي الأوامر بشكل مبالغ فيه... ويفرض عقوبات لا تعبّر عن إهتمامه بهم.
¶ لا يشاركهم النشاطات والرحلات والنزهات.

أمّا الأسباب التي تدفعه إلى هذه التصرفات عديدة منها مثلا:
¶ الشخصية النرجسيّة التي ربما يعاني منها الرجل... أنانيته، فهو يرغب في أن يكون وحده محور إهتمام الزوجة... التمركز حول الذات.
¶ الشعور بالغيرة من الأولاد، وإعتبارهم بمثابة أعداء أومنافسين له لأنّهم ثمرة الحبّ والزواج الأوّل، فيذّكرونه بأنّهم ليسوا من صلبه.
¶ إذا كان لا يستطيع الإنجاب، فإن وجودهم ربما يوّلد لديه شعور اليأس والعجز، مما يجعله يعيش في ظل عقدة دونية inferiorité وخصوصاً أنّ مفهوم الأولاد يطغى في المجتمع الشرقي.
¶ وإذا كان لديه أولاد، فسبّب كرهه لأولاد الزوجة سيكون عنوانه "أولادك يزعجون أولادي".

"أخد الماما منّا"

وماذا عن الأولاد؟ يقول الدكتور علمي إنَّ رفض الزوج لأولاد زوجته، ينمّي لديهم مشاعر وتصرّفات تعكس الحالة المعقّدة التي يعيشونها:
"من هو ذلك الغريب الذي اقتحم حياتهم الخاصة وأبعد أمّهم عنهم؟" هكذا يسأل الأولاد خصوصاً عندما يظنّون أنّ أمّهم أصبحت لغيرهم. فقد يولّد لديهم نوعاً من الكره تجاه والدتهم لأنّها جعلت من "ذلك الغريب" الذي يؤذيهم فرداً من العائلة وخصصت له إهتماماً يفوق إهتمامها بهم، إضافة الى الشعور بالغيرة في حال إنجاب الأم أولاداً من الرجل "الغريب"، الشعور بالخطر، الهرب من الواقع والتمرّد بحثاً عن الحريّة والإستقلالية لإثبات الذات، إهمال الواجبات المدرسية، الكذب لجلب الإنتباه، الإنعزال والشعور بالكآبة.

"الخيار خيارها"

كعادتها، تؤدي الأمّ دوراً مهماً في حياة أولادها كما في حياة زوجها.

فهي المنقذة!

عليها أولاً أن تهتّم أكثر بزوجها وتبدي الكثير من الاحترام والحبّ تجاهه... بذلك، تعززّ ثقته بنفسه وبعلاقتهما، وتبعث روح التجدّد والحيوية في زواجهما، فتطرد شبح الخوف والقلق الذي ربما يهيمن على عقله ويتحكّم بمشاعره.
ثانياً، عليها ألاّ تهمل أولادها أبداً، بل يجب أن تتقرّب منهم أكثر، مبديةً لهم جميع مشاعر ومظاهر الحنان والحبّ والتفهم، لتعويض النقص الذي كانوا يعانونه أخيراً.
كذلك، عليها أن تكرّس وقتها لعائلتها وأن تعمل على إضفاء جوّ أسري حميم مغلف بالحبّ والموّدة والاحترام.

وفي حال رفض زوجها المشاركة في ذلك...

عليها بناء جسر الموّدة مع زوجها من جهة، وتأكيد حبّها لأولادها وتمسّكها بهم وعدم التخلّي عنهم من جهة أخرى...

لا شىء مؤكد في هذه الامور... أن كان حظها جيد فيختار الزوج التأقلم مع الوضع ويرضى بحقيقة وجود الأولاد وحاجاتهم... وربما يرحل...

من الأفضل اللجوء لطبيب نفسي لمساعدته في التوصّل إلى حل.

  • عدد الزيارات: 2318