العقل: رجل أو امرأة؟

النساء يكثرن الكلام... الرجال يبرعون في الحسابات والأرقام. المرأة عقلها أصغر من عقل الرجل... الرجل أذكى من المرأة. إستنتاجات شائعة يتقاذفها الرجال والنساء على حدّ سواء. ولكن هل يعلم الرجل أن المرأة تستطيع القيام بأعمال عدة في الوقت عينه، فيما هو لا يستطيع التركيز سوى على عمل واحد وفي وقت محدد؟.

النساء يكثرن الكلام... الرجال يبرعون في الحسابات والأرقام.

المرأة عقلها أصغر من عقل الرجل... الرجل أذكى من المرأة.

إستنتاجات شائعة يتقاذفها الرجال والنساء على حدّ سواء.

ولكن هل يعلم الرجل أن المرأة تستطيع القيام بأعمال عدة في الوقت عينه، فيما هو لا يستطيع التركيز سوى على عمل واحد وفي وقت محدد؟.

هل يعلم الرجل أن المرأة تستطيع تميّز الألوان بطريقة أفضل منه؟

هل تعلم أنه أبرع منها في تحديد المكان؟

وانه يجيد الحسابات والتعامل مع المواد العلمية على نحو أفضل منها؟.

الدراسات القديمة والحديثة، أثبتت حقائق ونفت استنتاجات خاطئة في ما يتعلّق بالدماغ البشري...

فهل ثمة اختلافات فعلاً بين دماغ الرجل والمرأة؟

وتالياً، مَن يتفوّق على الآخر في الذكاء: هو أم هي؟ وأخيراً، هل للدماغ البشري جنس؟.

"طبعاً ثمة اختلاف بين دماغ المرأة ودماغ الرجل، والفارق شاسع"... بهذه الكلمات يحسم الطبيب المتخصص في الجراحات الدماغية إيلي باشا المسألة. ...ويكمل موضحاً أن الجنسين البشريين مختلفان لأن أدمغتهما تختلف تماماً...

فالدماغ، وهو العضو الذي يضطلع بالأمور الإدارية والعاطفية في الحياة، قد ركّب بطريقة مختلفة عند الرجال. لذا، يتميز دماغ المرأة ببعض الصفات غير المتوافرة عند الرجل. كذلك يتميَّزُ دماغ الرجل بصفاتٍ لا تتمتع بها المرأة، مما يجعلها بحاجة الى صفاته، وهو بحاجة الى الصفات التي تميّزها.

الدراسات أثبتت المميّزات التي يتمتع بها دماغ الرجل وتلك التي تخصّ دماغ المرأة، من دون إطلاق أحكام إزاء الأفضل والأسوأ.

وأثبتت دراسة حديثة أنجزها عالم النفس البريطاني الإستاذ في جامعة Hertfordshire البروفسور كيث لاوز، أن المرأة وبفضل تكوين دماغها، تستطيع التركيز والقيام بأعمال عدة في الوقت عينه، وهذا ما يفسّر نجاحها مثلاً في مجال الديكور الذي يحتاج الى التركيز على أدق التفاصيل، إضافة إلى براعتها في حل المشكلات بسرعة، بفضل قدرتها على "الأخذ والرد"... وهو ما يغيب عن تكوين الرجل، مما يجعله أبطأ منها في حل المشكلات وإيجاد الحلول. وتالياً، فإن الرجل لا يستطيع العمل على محاور عدة في الوقت عينه. فنرى مثلاً إمرأة تدرِّس أولادها وتنتبه إلى الطبخ وترد على الهاتف فيما الرجل يجلس معزولاً منغمساً في قراءة الصحيفة دون سواها.

أيضاً وأيضاً يؤكد الإستاذ المساعد في علم الأشعة في كلية الطب في جامعة أنديانا – الولايات المتحدة الدكتور جوزف لوريتو، أن حاسة السمع عند المرأة متطورة أكثر من تلك عند الرجل، في حين أن حاسة النظر عنده متطورة أكثر... وتالياً يصعُبُ عليهِ تذكُّر الأسماء والمعلومات التي يسمعها على الهاتف، بينما تُحفر الصور في دماغه، أما بالنسبةِ اليها، فقد تستطيع تميّز الأصوات والنغمات بطريقة أفضل.

وهنا نشير مثلاً الى أنه يتذكر طريق معينة أكثر منها بفعل تخزينه الصور في دماغه، مما يخوّله تحديد المكان بسهولة أسرع منها. دماغ المرأة أقوى في تميّز الألوان من جهةٍ، وفي تحديد المواقع بدقة من جهةٍ أخرى.

وهذه النقطة الأخيرة توضح ارتباطها بأعمال التطريز مثلاً، في حين يتجّه هو إلى الطبخ والروائح... هل لاحظتم ان معظم الطبّاخين من الرجال!!! لأن حاسة الشم لديهم متطورة بفضل تكوين دماغهم!!!

نعم، الرجل يتميّز عن المرأة، فدماغه يختلف عن دماغها...

ولكن مهلاً،

لا يتفوّق أيّ منهما على الآخر!!!

فكما خلق الليل والنهار، الأسود والأبيض، الصيف والشتاء، خلق الرجل والمرأة بكل تفاصيلهما واختلافاتهما ليتكاملا ويساندا بعضهما بعضاً، ولا رابح في إمتحان "من الأذكى؟".

(عن جريدة النهار)