Skip to main content
أبشع امرأة في العالم

أبشع امرأة في العالم

من فتاة جميلة.... إلى أبشع إمرأة !!!!ضحَّت بكرامتها لتُطعم أبناءها.....

قصة ماري آن بيفان.

وُلدت ماري آن بيفان في إنجلترا عام 1874، وكانت فتاة جميلة الملامح، طيبة القلب، تعمل ممرضة وتعيش حياة هادئة. تزوّجت من رجل يُدعى توماس بيفان، وأنجبت منه أربعة أطفال، وكانت حياتهم مليئة بالحب والدفء.

لكن بعد وفاة زوجها، بدأت معاناة ماري. 

فقد بدأت ملامحها تتغيّر بشكل غريب. وجهها صار منتفخًا، يديها وقدماها كبرتا بشكل غير طبيعي، وظهرت عليها علامات مرض نادر. 

تمّ تشخيصها لاحقًا بمرض يُعرف باسم "ضخامة الأطراف" (Acromegaly)، وهو خلل في الغدة النخامية يؤدي إلى إفراز مفرط لهرمون النمو، مما يسبّب تغيّرًا كبيرًا في شكل الجسم والوجه. 

مع مرور الوقت، لم تعد ماري قادرة على الاستمرار في عملها كممرضة، وواجهت رفضًا وسخرية من المجتمع بسبب شكلها، رغم أنها لم تفقد طيبتها ولا حنانها كأم. 

وبسبب الفقر، واضطرارها لإعالة أطفالها وحدها، اضطرت ماري إلى اتخاذ قرار صعب: 

شاركت في عروض السيرك، حيث كانت تُعرض أمام الناس تحت لقب "أبشع امرأة في العالم". لم يكن ذلك سهلًا عليها، لكنها فعلته من أجل أطفالها، لتوفّر لهم طعامًا وملبسًا وتعليمًا. 

ورغم كل الإهانات، ظلت ماري صلبة، حنونة، ومليئة بالعطاء. كانت تبتسم رغم الألم، وتحاول أن تحوّل محنتها إلى وسيلة للعيش بكرامة. 

توفيت ماري آن بيفان عام 1933، لكن قصتها بقيت حيّة، تُذكّرنا بأن الجمال الحقيقي لا يُقاس بالمظهر، بل بالقلب، وأن الأم مستعدة للتضحية بكل شيء من أجل أبنائها. 

"المحبة تبذل ذاتها دون أن تطلب شيئًا في المقابل." 

عندما ضحّت ماري بكرامتها أمام الناس لتطعم أبناءها، قدّمت أعظم درس في المحبة غير المشروطة. كم منّا مستعد ليضع نفسه موضع السخرية لأجل من يحب؟ هذه محبة تشبه محبة الله لنا… محبة تبذل، وتصبر، وتحتمل.

المحبة, التضحية, الجمال , الكرامة, القلب, الألم, المرض الجسدي

  • عدد الزيارات: 821